إذا كانت كاليفورنيا من أكبر الولايات المتحدة سكانًا وثالثها مساحة، فهي الأكثر تنوعًا في تضاريسها ومناخها أيضًا، مما جعلها أغنى ولاية أمريكية، أرض المشاهير والأغنياء. وفيها هوليود، أكبر مركز لصناعة السينما في العالم، وبها مليون مليونير ومئتا ملياردير. الولاية لها سواحل ساحرة على المحيط الهادي، ولكنها منذ بداية 7 يناير تشهد حرائق مرعبة حتى الآن، ولا تزال حديث وسائل الإعلام المختلفة، طالت معظم مرافقها الحيوية وغاباتها الطبيعية، وتحديدًا في لوس أنجلوس (أرض الملائكة) وأكبر مدنها.
هذه الحرائق أثارت الفزع والخوف لدى سكانها، وهم يرون النيران الناتجة عن إعصار (سانت أنا) المتزايد بصورة مهولة، جعلتها تتحول إلى كارثة بيئية وإنسانية مستمرة في منطقة منكوبة، أمام عجز أعتى دولة وأقوى جيش في القرن الواحد والعشرين، بعد أن خرجت تلك الحرائق عن السيطرة ولم تستطع السلطات إيقافها. هذه الكارثة تجاوزت ذلك المدى إلى كوارث بيئية واقتصادية تنوء بحملها ميزانية الدولة كاملة.
واليوم، وبعد احتفالها بتنصيب رئيسها الـ47، تدفع الولاية بعدد كبير من رجال الإطفاء، وتستدعي الحرس الوطني والسلاح الجوي وربما الجيش، بمشاركة من دول قريبة وولايات مجاورة، للتخفيف من حجم الكارثة إن لم يتم إيقافها. هذا دون النظر حاليًا إلى أسبابها، سواء كانت بشرية أو طبيعية، باعتبارها الأسوأ في تاريخ أمريكا. ولا غرابة إذا قدمت أمريكا الغالي والرخيص لإيقاف تلك الكارثة الفضيحة التي تسير من سيئ إلى أسوأ في دولة مثل أمريكا، التي تمتلك طائرات القتل والدمار وصواريخ عابرة للقارات، بالإضافة إلى القنابل الحارقة والمتفجرة.
فكيف بها الآن وطلائع تلك الحرائق تصل إلى سان فرانسيسكو، التي ستكون هي الأخرى طعامًا لتلك النيران؟ الأمر رفع من نبرة المشادات الكلامية بين حاكم الولاية (نيوسوم) الديمقراطي والرئيس الجمهوري الجديد ترامب، الذي يتهم الأول بعدم الكفاءة ويعده بالمحاكمة قبل إقالته.
أما ونحن نعيش مشاهدة أحياء ومطار وفنادق لوس أنجلوس وغابات كاليفورنيا تتحول إلى رماد، ولسنا من الشامتين، فإن لنا الحق أن نتساءل حول ما حدث ويحدث فيها من أعاصير مدمرة في شرقها أو غربها: هل هو عقاب رباني لأمريكا؟ أم إنذار سماوي لقادتها مقابل ما يفعلونه بأساطيلهم في شتى أنحاء العالم من دعم للحروب ونشر للمجاعات وتشريد للملايين… كما نسمع ونرى؟
يحق لنا أن نعرف من باب العلم بالشيء ولكن
ما لا يجدي نفعه هو تسبيب الاقدار في مشيئة الله
وهو القائل عز وجل
(لا يسأل عما يفعل وهم يسألون) [ الأنبياء: 23]
هذه الكوارث الطبيعية تحدث بشكل سنوي
فهل من المعقول لو أن الرؤساء الذين اشرت اليهم. قاموا بنشر الدعوة الإسلامية في كافة بقاع الأرض، فهل ستتوقف هذه الكوارث الطبيعية؟