المقالات

الأقصى في ذمة طوفان الأقصى

ما كنت أريد العودة إلى تاريخ ذلك الهجوم المشؤوم للسابع من أكتوبر الماضي لحماس نظراً لما ترتب على تلك الأحداث من مآسي وآلام حصيلتها سقوط آلاف الشهداء والمصابين فضلا
عن التدمير والتجويع لأهالي قطاع غزة في حرب ليس لهم فيها ذنب قد يدفعون به ثمن المخطط الخبيث للتهجير القسري فيكون ذلك القطاع كما أرادوه منتجعاً للأثرياء .
أخطاء كبرى وقعت فيها حماس بسبب تهورها بتلك الطريقة والحماس
الغير مدروس مع عدوّ مجرم في طبعه خوان في تعامله كذاب في تبريراته فأوجد له ذريعة لتلك الإبادة وذلك التدمير فاستغل تلك المغامرة الغير محسوبة ليجد له مدخلا إلى احتلال كل القطاع ومن ثم يؤكد بأن غزة اليوم لن تكون كما كانت بالأمس بعدما جرحوا كبرياءها وكشفوا قناع جيشها الذي لا يقهر .
يقول الكاتب الإسرائيلي حنانيا : (عندما تأملت الحرب في الأيام الأولى قلت إن حماس ستركع وستستجدي وقف إطلاق النار فلقد حشدنا لهم سبعة ألوية وجندنا سلاح الطيران بأكمله وحشدنا أيضا أفضل كتائب سلاح المدرعات بما فيها دبابات ميركافا فخر صناعتنا …إلى أن قال فخرجت بتقديرات استسلام حماس بل ونزع سلاحها ..وختم مقالته بمدح صمودحماس الذي أربك كل قطاعات جيش الدفاع وهم بذلك العتاد المتواضع والمضحك ..(الى آخر المقال) ٠
والحقيقة فإن حماس الجناح العسكري لقن اليهود درسا لن ينسوه ولهذا كانت ردة الفعل الصهيونية تفوق حسبان الحاسبين إذ لا تزال نتائجه مجهولة حتى اليوم بالرغم من أن ذلك كان سببا مباشرا في سقوط حكومات واغتيال قيادات وارتفع رتم خطورتها إلى درجة المطالبة بمحاولة إعادة قواعد اللعبة الأساسية باتجاه محورين هما حقول نفط الخليج وأمن إسرائيل وبالتالي جعل المنطقة صلصالا قابلاً للتشكيل عوداً على بدء مخططهم لمشروع شرق أوسط جديد (الفوضى الخلاقة) الأمر الذي تداركته دول المنطقة كالمملكة العربية السعودية بلد المليار مسلم وصاحبة أقوى اقتصاد بالمنطقة فتغيرت قواعد اللعبة الشيطانية التي كادت أن تطيح بدول وتبني دول ! .
وإذا كانت حماس لم تحسن الاستفادة من شعبيتها في القطاع من حين خروجها من تحت جلباب منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي عام ٢٠٠٦ م فإنها تقع اليوم تحت طائلة كراهية قطاع كبير من الفلسطينين العقلاء نتيجة لما غلب على بعض قادتها من انتماءات أيدلوجية تتضارب مع مصالحها العليا بدليل تكرار خطيئة تنظيم القاعدة في هجمات ١١ سبتمبر فدفعت الثمن بشكل أو بآخر ولا جديد إذا خرج بعض قياداتهم ممن استحبو العمى على الهدى بالاحتفالات لِما صنعوه بعد أن ألقت بنفسها في أحضان إيران التي تدور الدوائر عليها الآن ولذا فإنني أعتقد ولا أجزم بأن الزمن لو عاد بحركة حماس إلى الوراء لاختلفت قراءتها للأحداث ولَما أقدمت على هجماتها تلك كيف لا وقد كانت سببا رئيساً في إنقاذ حكومة
نتن ياهو من السقوط ٠
والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو كيف كان سيكون حال حماس لو لم لليهود أسرى لديها في أنفاقها ؟ ولا يشك عاقل في أن حماس ذات الجذور الإسلامية كانت تعوّل على تدخل أعوانها الذين خذلوها من الأذرع الإيرانية كما كانت من الجانب الخفي تسعى في إحراج الدول العربية الموقعة لاتفاقيات سلام مع الكيان فكان ما كان ! ! •

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى