لم يكن قرار اختيار الرياض لتكون مقرًا للقمة المرتقبة بين رئيسي أكبر وأهم وأقوى دولتين على مستوى العالم مصادفة، بل جاء تتويجًا للجهود الكبيرة والإنجازات المتلاحقة والمكانة العالمية المتميزة التي وصلت إليها القيادة السعودية، فقد أضحت الرياض مقرًا معتادًا لقمم حل الأزمات الكبرى الإقليمية والعالمية.
بل أصبحت المملكة الوجهة الأولى لكل زعيم عالمي بمجرد تسلمه مقاليد السلطة في بلاده أو عند حدوث أي أزمة تحيط بالبعض. تحولت الرياض إلى مركز استراتيجي لإدارة الأزمات الدولية ومعالجة القضايا الإقليمية، ونجح الحياد السياسي السعودي في جمع الأطراف المتنازعة ورأب الصدع وإخماد التوترات ونبذ الخلافات وتعزيز الحلول الدبلوماسية المناسبة.
تفوقت السعودية في بناء تحالفات أمنية لمواجهة التهديدات الإرهابية، وشهدت المملكة طوال السنوات الثلاث الأخيرة حراكًا سياسيًا واقتصاديًا ضخمًا صاحبه عقد عشرات القمم واللقاءات والاجتماعات التي شارك فيها معظم قادة الدول الكبرى، إلى جانب استقبال الرياض وجدة والعلا ومكة المكرمة لعدد كبير من زعماء العالم، من أقصى شرق الكرة الأرضية إلى غربها.
وتحولت الرياض، بفضل الله ثم بقيادة ملكنا المفدى وبمتابعة وإشراف سمو ولي العهد، إلى غرفة عمليات عالمية يجتمع فيها قادة العالم لصنع القرارات المؤثرة والمصيرية التي تخدم شعوب العالم، وتساهم في نشر قيم السلم والسلام والأمن والمحبة بين شعوب العالم بمختلف أديانهم وانتماءاتهم.
وقد أجمع العالم على أن مملكتنا الحبيبة دولة محورية ذات تأثير واضح في جميع القضايا سياسيًا واقتصاديًا وإنسانيًا وأمنيًا وسيبرانيًا، بسبب علاقاتها المتوازنة مع كل الأطراف، إلى جانب ما تحقق من نجاحات للسياسة السعودية، التي تعمل كوسيط في القضايا الإقليمية والنزاعات الدولية وحل الأزمات ومساعدة المنكوبين. بالإضافة إلى إطلاق عدد من مبادرات التنمية والاستقرار والحد من تحديات التغير المناخي، والمساهمة في خلق بيئة اقتصادية أكثر استقرارًا على المستوى العالمي.
واليوم، حينما تستضيف الرياض كل هذه القمم العالمية وتتوجها بقمة استثنائية بين قطبي الدول العظمى لإنهاء أكبر حرب يشهدها عالمنا اليوم، فإنما يؤكد هذا الدور المتنامي للمملكة وثقلها كقوة دبلوماسية واقتصادية، ويعزز مكانتها كمركز استراتيجي لحل الأزمات وطرح المبادرات والمواقف التي تنشر السلام وتحقق الأمن والرفاه لكل سكان المعمورة.
ونحن إذ نسرد بعضًا من إنجازات السياسة السعودية، لا بد أن نشير إلى جهود عرّاب الرؤية وقائد المبادرات العالمية، مهندس القمم وزعيم الهمم.. الأمير محمد بن سلمان، الذي تنظر إليه شعوب وقيادات العالم بعين الرضا والغبطة، بعد أن أصبح يلعب دورًا بارزًا، ويواصل جهوده، ويسخّر كل إمكانيات بلاده لتحقيق السلام العالمي وتعزيز التعاون بين الدول.
أطال الله في عمره وأمدّه بعونه وتوفيقه.