تحمل زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية دلالات استراتيجية عميقة ودقيقة، فهي تؤكد مكانة المملكة كشريك رئيسي للولايات المتحدة، وكدولة مؤثرة اقتصاديًا وسياسيًا إقليميًا وعالميًا.
وبما أنها أول زيارة رسمية خارجية لفخامته، فإن هذا يبرهن على نظرة القيادة الأمريكية للثقل السعودي، والدور المحوري للمملكة في تعزيز أمن واستقرار المنطقة والعالم، إلى جانب ما يحظى به خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – وسمو ولي العهد – أيده الله – من محبة ومودة وعلاقات شخصية وطيدة مع الرئيس ترامب، الذي تحدث عنهما مرات عدة وأشاد بجهودهما ودورهما في تحقيق الاستقرار العالمي، وتقديم المبادرات، ودعم أوجه الشراكة بين البلدين.
كما تؤكد الزيارة حرص القيادة الأمريكية على تطوير الشراكة الاستراتيجية مع المملكة، والأهمية التي توليها لتوطيد العلاقات في المجالات السياسية والدفاعية والاقتصادية والاستثمارية، في مرحلة مهمة للبلدين الصديقين، بل ولمختلف دول العالم.
كما تمثل الزيارة فرصة لإعادة صياغة التحالف الاستراتيجي الخليجي والعربي مع أمريكا على أسس أكثر توازنًا ووفق مصالح متبادلة، تخدم استقرار المنطقة وتعزز الدور السعودي الفاعل على الساحة الإقليمية والدولية.
إذ كانت ولا تزال الشراكة السعودية الأمريكية تمثل حجر الزاوية للأمن الإقليمي على مدى العقود الماضية، ويتشارك البلدان الرؤية ذاتها نحو منطقة مترابطة مع العالم، يسودها الأمن والاستقرار والازدهار، مع أهمية حل النزاعات الدولية بالطرق الدبلوماسية والسلمية، وتخفيف الأزمات الإنسانية عن طريق تقديم الدعم الاقتصادي والمالي لدول المنطقة الأكثر احتياجًا.
لقد أضحت هذه الزيارة، منذ إعلانها، محور اهتمام ومتابعة لدى كل الأوساط السياسية والاقتصادية والإعلامية، لما يتمتع به البلدان من مقومات وإمكانات وتفاهمات وشراكات قادرة على تحقيق المزيد من الأمن والاستقرار لكل شعوب العالم.
ويحق لنا – نحن سكان السعودية العظمى – أن نفخر ونعتز بما تحققه قيادتنا من تميز وتفرّد في الإنجازات والحضور الدولي اللافت جنبًا إلى جنب مع الدول العظمى، التي أصبح زعماؤها الكبار يتسابقون على زيارة الرياض، والالتقاء بسمو ولي العهد، والتفاعل مع مبادرات سموه لنزع فتيل النزاع بين الدول العظمى ذاتها، ودول العالم التي تثق أن السعودية هي الأقدر على مساعدتها في حل أزماتها مع الدول الأخرى.
وباتت الرياض عاصمة القمم… وقمة العواصم.