المقالات

ملاحظات ووصايا هامة للصائم والصائمة

أبارك لإخواني وأخواتي قدوم شهر رمضان المبارك، سائلًا الله تبارك وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يوفقنا وإياكم لصيام هذا الشهر الكريم، وأن يتقبله منا جميعًا بفضله وإحسانه، على الوجه الذي يرضيه عنا، وأن يرزقنا وإياكم فيه التوبة النصوح الصادقة، والمغفرة، والرحمة، والقبول، والعتق من النار. إنه ولي ذلك والقادر عليه.

ومن الوصايا التي نذكّر بها أنفسنا جميعًا ما يلي:

1. تقديم التوبة الصادقة النصوح قبل دخول الشهر الكريم، بحيث تشمل جميع الجوارح بالتطهير والتزكية، والاستمرار على ذلك طوال الشهر.

2. الحذر من العيوب التي تؤثر على الصيام، مثل الكسل، والانشغال بالإفراط في تناول الطعام والشراب، مما يؤدي إلى النوم الطويل وتضييع الأوقات فيما لا نفع فيه.

3. استحضار نية الصوم كل ليلة، وحفظ الجوارح من الآثام.

4. المحافظة على الأذكار الصباحية والمسائية وعند النوم، والحرص على ورد يومي من القرآن الكريم.

5. الالتزام بالصلوات الخمس في المسجد، وخاصة في الصف الأول، والمداومة على صلاة التراويح والانصراف مع الإمام، سواء صلى 21 ركعة أو أقل.

6. الابتعاد عن الملهيات، مثل الإدمان على استخدام الجوال، أو متابعة المسلسلات والأفلام.

7. تطهير القلب من الأحقاد والضغائن، ليكون الصوم شاملاً للظاهر والباطن، والحذر من الغضب والسباب والشتائم.

8. المداومة على الصدقة في رمضان، ولو بشيء يسير.

9. إخراج زكاة المال، وتنقسم إلى نوعين:

• المال الذي يُدار ويُستثمر يوميًا، مثل البقالات، حيث يُفضل تحديد شهر معين مثل رمضان لحصر المال، وحذف الديون المستحقة، ثم تزكية الباقي.

• المال المودَع لانتظار ارتفاع الأسعار، مثل الأراضي، فإن وُجدت سيولة مالية يُزكّى كل عام بحسب قيمته السوقية، وإن لم توجد، يُزكّى عند بيعه.

• الذهب المعدّ للاستعمال لا زكاة فيه، وكذلك البيت المعدّ للسكن والسيارة المستخدمة وسائر اللوازم الشخصية.

• لا يجوز إعطاء الزكاة للأغنياء أو لمن تجب لهم النفقة شرعًا، كالزوجة والأبناء والبنات والوالدين.

• يجوز نقل الزكاة إلى مكان آخر عند وجود حاجة ملحّة لذلك.

10. تقليل السهر قدر المستطاع، باستثناء العشر الأواخر.

11. الحرص على تحقيق التكامل بين نهار رمضان وليله، بالإكثار من الطاعات، واجتناب الخطايا والسيئات، وتجنّب التناقض بينهما.

12. تحري ليلة القدر في العشر الأواخر، دون الانشغال الزائد بعلاماتها، إذ تصيب بفضل الله كل مسلم ومسلمة قائم فيها، ولا يشترط رؤيتها بالعين.

13. الجمع بين الرجاء والخوف في العبادة، فينبغي أن يكون الصائم خلال رمضان متوازنًا بينهما، مع تغليب الرجاء عند صلاة العيد، أملًا في قبول الأعمال.

14. تفقد أحوال الأقارب المحتاجين، خاصة قبل رمضان وأثناءه، وكذلك قبل العيد، لسد حاجتهم.

15. تسليم زكاة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين، ومن لم يعرف المحتاجين الحقيقيين، فليسلّمها للجمعيات الخيرية مع التأكيد على أنها زكاة فطر وليست صدقة نافلة.

16. الدعاء في ظهر الغيب لمن أوصاكم ولمن لم يوصكم، فهو من الأدعية المستجابة التي تؤمّن عليها الملائكة.

ملاحظة هامة جدًا

يجب على الصائم والصائمة استحضار حِكَم الصوم وأهدافه المنصوصة والمستنبطة، والتي يجمعها قول الله تعالى:

“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ.”

ويتجلى ذلك في الأحاديث النبوية الصحيحة، مثل:

• “من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه.”

• “من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم وما تأخر.”

• “من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.”

• “من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه.”

والله الموفق والمعين.

فاللهم تقبل منا الصيام والقيام، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك،

وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أ.د. غازي غزاي العارضي

استاذ الدعوة والثقافة بجامعة الاسلامية وجامعة طيبة سابقا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى