
في شهر رمضان المبارك تتجلى القيم الإنسانية والروحانية في أبهى صورها حيث يسعى الأفراد إلى تحقيق التوازن بين العمل والعبادة وتعزيز الروابط الاجتماعية والعائلية وفي هذا السياق نستضيف مشاري ضيف الله العميري مدير أول استقطاب المواهب في صحيفة مكة الإلكترونية للحديث عن تجربته في إدارة العمل خلال الشهر الفضيل وكيفية تحقيق الإنتاجية رغم التحديات ، إضافةً إلى عاداته الرمضانية وأمنياته في هذا الشهر المبارك .
كيف تقضي شهر رمضان هذا العام بين مشاغل العمل والعبادة ؟
شهر رمضان هو شهر الخير والبركة حيث يجمع بين العبادة والعمل في إطار منظم يعكس توازنًا بين الجوانب الدينية والدنيوية والتوازن بين العمل والعبادة يختلف بحسب الفرد ومسؤولياته الشخصية والمهنية لكنني أسعى شخصيًا إلى تحقيق التوازن بين أداء العمل والعبادات إلى جانب ممارسة الأنشطة الاجتماعية والعائلية التي تعزز الروح الجماعية وتقوي الروابط بين الناس وأحرص على الحصول على قدرٍ كافٍ من الراحة والنوم لتجنب الإرهاق خلال ساعات العمل ويمكن تنظيم النوم بحيث يكون هناك قيلولة قصيرة خلال النهار أو النوم المبكر استعدادًا لصلاة الفجر ومن المهم أن يوازن الإنسان بين العمل والعبادة في رمضان عبر تخصيص الأوقات بشكل مناسب لكل من المهام اليومية والعبادات .
هل لديك عادات خاصة تمارسها خلال شهر رمضان ؟
شهر رمضان مليء بالعادات والتقاليد التي يحرص المجتمع على ممارستها وتتراوح هذه العادات بين الدينية والثقافية والاجتماعية وبالنسبة لي يُعد الإفطار الجماعي من أكثر العادات التي أحرص عليها حيث أجتمع مع العائلة والأقارب والأصدقاء لتناول وجبة الإفطار أو السحور مما يسهم في تعزيز التواصل وصلة الأرحام .
كمدير موارد بشرية ناجح كيف ترى تأثير شهر رمضان على الإنتاجية في العمل ؟
يمكنني أن أرى أن تأثير شهر رمضان على الإنتاجية في العمل يعتمد على مجموعة من العوامل بما في ذلك كيفية تنظيم ساعات العمل ودعم الموظفين وتحقيق التوازن بين متطلبات العمل واحتياجات العبادة وفيما يلي بعض الجوانب التي قد تؤثر على الإنتاجية خلال الشهر الفضيل :
1. التأثير على الطاقة والتركيز فالصيام قد يؤدي إلى انخفاض مستوى الطاقة بسبب الامتناع عن الطعام والشراب طوال اليوم مما قد يؤثر على التركيز وأداء المهام وبعض الموظفين قد يواجهون تحديات في الحفاظ على مستويات طاقة عالية خاصة في الأيام التي يكون فيها العمل مكثفًا ، كما قد يعاني البعض من انخفاض التركيز في فترة مابعد الظهر بسبب الجوع والعطش مما قد يقلل من الكفاءة .
2. التنظيم الجيد لساعات العمل فاتقليل ساعات العمل والسماح للموظفين بالبدء في العمل بأوقات مرنة يساعد على تحسين الإنتاجية حيث يعمل الموظفون خلال الأوقات التي يكونون فيها أكثر تركيزًا وحيوية ، كما أن تخصيص فترات استراحة إضافية قد يساعد في تجديد نشاط الموظفين مما يساهم في تحسين الأداء العام .
3. الالتزام بالمهام والعمل الجماعي فارمضان يعزز الروحانية والتكافل مما قد يسهم في تعزيز روح الفريق والتعاون بين الموظفين ويمكن أن يكون الالتزام بالعمل الجماعي والدعم المتبادل بين الزملاء من الجوانب الإيجابية التي تساعد في الحفاظ على الإنتاجية .
4. زيادة الإبداع والتحفيز فالبعض قد يجد أن شهر رمضان يعزز لديهم الإبداع والتحفيز حيث يساعد الالتزام بالعبادات على تهدئة الذهن وتعزيز التفكير الإبداعي ، كما أن البعض قد يشعر بدافع أكبر لتحقيق النجاح في العمل كجزء من تعزيز علاقتهم بالله خلال هذا الشهر .
5. الموازنة بين الحياة الشخصية والعمل فافي رمضان يكون الموظفون مشغولين بأنشطة العائلة وخاصة في أوقات الإفطار والسحور مما قد يؤثر على ساعات العمل المعتادة لذا من المهم مراعاة هذه الجوانب لضمان ألا يشعر الموظفون بالضغط بين متطلبات العمل واحتياجاتهم الدينية والعائلية .
6. الحفاظ على الروح المعنوية العالية فاالإدارة التي تقدم دعمًا معنويًا ومرونة في العمل تسهم في تحسين الروح المعنوية للموظفين مما ينعكس إيجابيًا على الإنتاجية .
7. العمل عن بُعد أو العمل المرن فابعض الشركات تقدم خيار العمل عن بُعد أو العمل المرن خلال رمضان لتسهيل التكيف مع ساعات العمل وتقليل الإرهاق ، ختامًا يمكن لشهر رمضان أن يؤثر على الإنتاجية بطرق مختلفة ولكن إذا تم التعامل معه بحكمة من خلال تعديل ساعات العمل ودعم الموظفين بشكل مناسب وتوفير بيئة مرنة فإن الشركات يمكنها الحفاظ على إنتاجية عالية بل وتعزيز الروح الجماعية والإبداع بين الموظفين .