بعد مضي تسع سنوات على إطلاقها في 25 أبريل 2016م، وبمناسبة مرور الذكرى التاسعة لها؛ تحوّلت رؤية المملكة 2030 من برامج وخطط استراتيجية ومُستهدفات ومرتكزات، إلى مشروعات ماثلة للعيان، وإلى منُجزات كبرى مُبهرة في مختلف المجالات تتجسّد على أرض الواقع، وتُسهم في تحسين جودة الحياة، وتحقيق الأثر التنموي المستدام، لتتمكّن “الرؤية” في عامها التاسع من تحقيق نتائج نوعية تجاوزت التوقعات، وذلك بالتخطيط المُحكم والمتقن، التي تحوّلت لواقع ملموس ومُعاش بسواعد المواطن وطموحاته، المقرونة بشغف الابداع والابتكار، لتجاوزت منجزاتها في عامها التاسع؛ كثير من مستهدفاتها المرحلية، ولتُجسِّد حجم الإنجازات الوطنية والأرقام المحققة، نهج الشفافية والتميز في الأداء، والثقة في تحقيق الآمال والطموحات والمستهدفات، الأمر الذي يعكس حجم الجهود التي بُذلت في سبيل تحقيق برامج هذا التحول الوطني الكبير، وهذا ما أكّده وتضمنه التقرير السنوي لرؤية المملكة 2030 للعام 2024م الذي صدر مؤخراً، من أرقام تعكس إنجاز العديد من المستهدفات التي تحققت بعون الله سبحانه وتعالى، ولتمضي رؤية المملكة 2030 قُدماً وتواصل مسيرتها الظافرة والحافلة، بدعم وتمكين من لدن مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسيدي عرّاب “الرؤية” ومهندسها الأول؛ صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – رعاهما الله – لتحقيق أهدافها الطموحة.
بقيادة وتوجيهات مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية رئيس لجنة برنامج تنمية القدرات البشرية -أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030 – أيدهما الله – تخطو بلادنا الغالية، خطوات واثقة وتُسابق الزمن لتحقيق مستقبل أكثر إشراقًا، عبر برامج تحقيق هذه الرؤية الطموحة والإستراتيجيات الوطنية المتكاملة، ووفق مرتكزاتها ومُستهدفاتها، التي رسمت خارطة طريق لبناء مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح، منطلقة من مكامن القوة التي أنعم الله بها على وطننا العزيز؛ ومترجمة على أرض الواقع ما قاله سيدي سمو ولي العهد – حفظه الله -: “ونحن في عامنا التاسع من رؤية المملكة 2030، نفخر بما حققه أبناء وبنات الوطن من إنجازات، لقد أثبتوا أن التحديات لا تقف أمام طموحاتهم، فحققنا المستهدفات، وتجاوزنا بعضها، وسنواصل المسير بثبات نحو أهدافنا لعام 2030، ونُجدّد العزم لمضاعفة الجهود، وتسريع وتيرة التنفيذ، لنستثمر كل الفرص ونعزّز مكانة المملكة كدولة رائدة على المستوى العالمي”، وكذلك قوله – رعاه الله -: “دائمًا ما تبدأ قصص النجاح برؤية، وأنجح الرؤى هي تلك التي تبنى على مكامن القوة”، لتشهد المملكة تحولات نوعية كبرى على الأصعدة كافة، مسترشده ببرامج هذه “الرؤية”، ولما تتمتع به من طاقات وكوادر بشرية وثروات طبيعية، وإمكانات استثمارية، وقوة اقتصادية، ومكانة عربية وإسلامية وإقليمية ودولية، وموقع جغرافي إستراتيجي.
وبقراء تحليلية متأنية وبنظرة فاحصة لما تضمنته صفحات “التقرير السنوي لرؤية السعودية 2030 لعام 2024م” الذي صدر مؤخراً، يقف على أن محاوره قد حددت إنجازات استثنائية في تحقيق المستهدفات، كما يجد أنه يقدم نظرة شاملة على الرؤية، ويتناول المراحل السابقة، والمكتسبات التي تحققت، والاستعدادات للمرحلة المقبلة، إضافة إلى برامج الرؤية والإستراتيجيات الوطنية المرتبطة بها. كما أن المتأمل في أبرز ملامح رؤية المملكة 2030؛ يلحظ أنها تحمل بين طياتها مسارات تُسهم في تعزيز التكامل بين الثقافة والابتكار، بما يواكب التغيرات العالمية المتسارعة، وتفتح آفاقًا أوسع ، كما سيتبين أن هذه الرؤية قد صُممت لتُنفذ على ثلاث مراحل رئيسة، وأن كل مرحلة منها تمتد لخمسة أعوام وتُبنى على نجاحات المرحلة السابقة، حيث انطلقت المرحلة الأولى بإرساء أسس التحول من خلال إصلاحات هيكلية واقتصادية ومالية واجتماعية شاملة، بينما ركزت المرحلة الثانية على دفع عجلة الإنجاز وتعظيم الفائدة من القطاعات ذات الأولوية، ومن المؤمل أن تُسهم المرحلة الثالثة في تعزيز استدامة التحول واستثمار فرص النمو الجديدة. كما أن كل من اطلع على محتويات القسم الثاني من هذا التقرير السنوي؛ يجد أنه يتضمن ملخصًا تنفيذيًا لأداء “الرؤية” على صعيد مؤشرات المستوى الأول والثاني، كما أنه يوضح نسب التقدم الإجمالية في مؤشرات أداء برامج الرؤية ومبادراتها، إضافة إلى شموله على مقتطفات من الأداء المميز على صعيد ركائز الرؤية الثلاث: (مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح)، فيما يتناول القسم الثالث أبرز إنجازات عام 2024 عبر 4 محاور: “اقتصاد متسارع النمو”، و”مجتمع متمكن”، و”وجهة حيوية رائدة”، و”رؤية مستدامة”، وذلك بشكل تفصيلي.
تزامنًا مع العام التاسع لإطلاق رؤية المملكة الواعدة والطموحة، وبمناسبة صدور هذا “التقرير السنوي” الشامل والضافي والشفاف، والذي حظي بعناية واهتمام كل مهتم ومتابع، بل كل مواطن غيور وحادب على مصلحة بلده، وشغوف بصناعة التغيير وبالمضي قُدماً نحو مستقبلٍ أكثر نمواً وازدهاراً وجودة، ليعتز كثيراً بما تحقق من منجزات تنموية متسارعة، وتقدم بخطوات متصاعدة نحو آفاق أرحب، وليفخر بما وضحته إحصائيات “التقرير” وأكدته من أن بعض المُنجزات قد سابقت الزمن، وأن نحو 8 مستهدفات للرؤية قد تحققت قبل أوانها بـ 6 سنوات. وكذلك بما بينه “التقرير” من أن نسبة المبادرات المكتملة والتي تسير على المسار الصحيح بلغت 85%، وذلك بواقع 674 مبادرة مكتملة، و596 مبادرة أخرى في المسار الصحيح من أصل إجمالي 1502 مبادرة نشطة، كما حقق 93% من مؤشرات رؤية المملكة للبرامج والاستراتيجيات الوطنية مستهدفاتها المرحلية أو تجاوزتها أو قاربت على تحقيقها في العام المنصرم 2024، منها 257 مؤشرًا تخطّت مستهدفها السنوي، و18 مؤشرًا حقق مستهدفه السنوي، لتُعد هذه الإنجازات الضخمة، نموذجًا فريدًا للعمل الفاعل لمختلف القطاعات بمختلف البرامج، وأن ما تحقق من تقدم في مؤشرات أداء برامج رؤية المملكة ٢٠٣٠ والأهداف الإستراتيجية والمستهدفات المرحلية وما تُجُووِز خلال العام ٢٠٢٤م – بعون الله وتوفيقه – يُسهم في تجسيد ريادة المملكة على الصعيدين الإقليمي والدولي، وفي تكريس وتأكيد تقدمها على مختلف المؤشرات السياسية والاقتصادية والتنموية والثقافية والاجتماعية والرياضية وغيرها، ولتواصل مملكتنا الغالية هذه المسيرة الحافلة المباركة، ولتمضي وبكل ثقة في مساراتها الطموحة لتحقيق المزيد من التقدم النوعي في مختلف القطاعات، ولتسير بخطى واثقة نحو مستقبل أكثر تطورًا وتقدماً واستدامة.
هذه المُجزات المُحقّقة، التي حملها ووثقها هذا التقرير، وما تضمنه من مؤشرات استثنائية ونجاحات نوعية تحققت على أرض الواقع وفي ميادين العمل في مختلف القطاعات، وغيرها من مشروعات وطموحات مستقبلية واعدة، تؤكِّد إننا نقف اليوم – وبكل فخر واعتزاز – وبدعم قيادتنا الرشيدة – أيدها الله – على أرضٍ صلبة ومستدامة، وبخطط وبرامج طموحة نحو مزيد من النمو والازدهار الاقتصادي، مع الحرص على تحقيق التحول الشامل في المملكة، وفق رؤية طموحة تعد أنموذجًا للتحولات الاقتصادية لمختلف دول العالم، وذلك بدعم القيادة الرشيدة ومتابعتها الحثيثة – أيدها الله – لتحقيق برامج الرؤية بخطوات ثابتة وعمل مستمر متواصل، عزز رفعة الوطن ونمائه في مختلف الجوانب؛ وفق بنية اقتصادية متينة مستدامة، أزهرت تنمية شاملة ينعم بها المواطن والمقيم في مختلف أرجاء هذا الوطن الشاسع والممتد.
في الختام؛ أسأل المولى عز وجل أن يحفظ لهذا الوطن الغالي قيادته الحكيمة الرشيدة، وأن يحقق على أيدي قادتنا – أيدهم الله – المزيد من النجاحات والإنجازات، وأن يديم على هذه البلاد العزيزة أمنها وعزها وازدهارها، ونِعم الاستقرار والنماء والرخاء، إنه سميع مجيب الدعوات.
ودام عزك يا وطن،،،
* المُلحق الثقافي في سفارة خادم الحرمين الشريفين في أنقرة