المقالات

في الذكرى التاسعة لرؤية 2030.. قيادة طموحة وشعب نبيل ورؤية ناجحة

يُعدّ يوم 25 أبريل 2025 علامة فارقة، إذ يُصادف الذكرى التاسعة لإطلاق رؤية السعودية 2030 التي تعتبر نقطة التحول الثانية في تاريخ المملكة المعاصر بعد توحيد الكيان والإنسان في هذا البلد الطيب المبارك على يد القائد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود – يرحمه الله-.
وتعد الرؤية مشروعٌ تحوّليٌّ طموحٌ أعاد تشكيل المملكة بشكلٍ جذري، ووضعها على طريق التحدي في الانطلاق نحو المستقبل الذي يليق ببلاد الحرمين الشريفين والمواطن السعودي النبيل. وما كان لهذه الرؤية أن تنجح لولا همة الشعب السعودي التي شبهها سمو ولي العهد بجبل طويق التي لن تنكسر إلا إذا انهدَّ هذا الجبل وتساوى في الأرض، في إشارة للعزيمة القوية التي يمتلكها الشعب السعودي، وذلك خلال مبادرة مستقبل الاستثمار التي عقدت في شهر أكتوبر عام 2018م.
وتستفيد المملكة في تبنيها للرؤية من المزايا الفريدة التي تتمتع بها، بما في ذلك مكانتها العقدية في العالم الإسلامي، ودورها القيادي في العالمين العربي والإسلامي، وأسسها الاقتصادية القوية، وموقعها الجغرافي المركزي الذي يربط بين القارات الثلاث آسيا وإفريقيا وأوروبا.
ولنا أن نفخر بأن الرؤية تسير بخطى ثابتة وواثقة ومتسارعة نحو الإصلاح والتنويع الاقتصادي والتقدم الاجتماعي، وتعمل على تحقيق أهدافها في أجواء بيئية مواتية تتسم بالأمن والأمان، ومجتمع سعودي زاهر تتوفر فيه صفتي التعاضد والاستقرار، وهو ما يتضح لنا من خلال العديد من المؤشرات التي تؤكد على نجاح الرؤية في السير قدمًا نحو تحقيق العديد من أهدافها قبل وصولنا إلى العام 2030، من أبرزها تجاوز عدد السياح حاجز 100 مليون زائر، وتسجيل 8 مواقع سعودية في قائمة التراث العالمي لليونسكو، وارتفاع عدد المتطوعين إلى 1.2 مليون، وارتفاع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل إلى 33.5%، متجاوزة مستهدف 2030 البالغ 30%.
وقد سجلت المملكة انخفاضًا تاريخيًا في معدل البطالة محققة مستهدف الرؤية البالغ 7%، وقفزت 32 مرتبة في مؤشر المشاركة الإلكترونية منذ 2016 لتصل للمرتبة السابعة عالميًا، متخطية مستهدفها لعام 2030 بالوصول إلى المراتب العشرة الأولى، كما قفزت 30 مرتبة في مؤشر الأمم المتحدة لتطوير الحكومة الإلكترونية، لتصل إلى المرتبة السادسة عالميًا، مقتربة من مستهدف 2030 المتمثل في الوصول للخمس المراتب الأولى، فيما تجاوز عدد المقار الإقليمية للشركات العالمية في المملكة مستهدفه لعام 2030 بوصوله إلى أكثر من 571 شركة”، طبقا لما ذكرت “واس”. وسجلت السعودية أعلى رقم تاريخي بوصول أعداد المعتمرين إلى 16.92 مليون معتمر، متخطية مستهدف العام البالغ 11.3 مليون معتمر، وبلغت نسبة تملك الأسر السعودية للمساكن 65.4%، مقارنة بـ47% في 2016، ووصلت تغطية خدمات الرعاية الصحية إلى 96.4% من التجمعات السكانية، وارتفع متوسط عمر الإنسان إلى 78.8 عامًا، مقتربًا من مستهدف عام 2030 البالغ 80 عامًا. وتقدّمت السعودية إلى المركز الـ 16 في مؤشر التنافسية العالمي، واحتفظت بصدارتها على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الاستثمار الجريء بنسبة 40%، وأُدرجت 7 مستشفيات سعودية ضمن أفضل 250 مستشفى بالعالم، واُعتمدت 16 مدينة سعودية مدنًا صحية، وتمكّن أكثر من437 ألف مواطن ومواطنة من الالتحاق بسوق العمل في القطاع الخاص خلال 2024، وبلغت نسبة النساء السعوديات في المناصب الإدارية المتوسطة والعليا 43.8%، وارتفعت نسبة مشاركتها في سوق العمل إلى 36% بنهاية عام 2024، مقارنةً بـ17% في 2017. وارتفعت الإيرادات السياحية الدولية مقارنة بعام 2019 إلى 148%، وبلغ عدد زوار الفعاليات الترفيهية 76.9 مليونًا، وزُرعت أكثر من 115 مليون شجرة بنهاية 2024، وبلغت مساهمة القطاع الزراعي في الناتج المحلي الإجمالي 114 مليار ريال، وأُعيد تأهيل أكثر من 118 ألف هكتار من الأراضي المتدهورة.
وأصبحت المملكة بفضل الله وجهة استثمارية وسياحية من أوائل الدول في هذين المجالين.
وقد ازدهر القطاع غير النفطي، الذي يعتبر أحد أهم الأهداف الرئيسة للرؤية، حيث ارتفعت الإيرادات غير النفطية بنسبة 171% منذ عام 2016، لتمثل الآن 40% من إجمالي الإيرادات الحكومية. وكان لهذا التنويع، إلى جانب مساهمة غير مسبوقة بلغت 51% للقطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي، دورٌ أساسي في مرونة الاقتصاد السعودي في ظل الاضطرابات العالمية. ومن خلال التركيز على الأمن الوطني والاكتفاء الذاتي في قطاعات مثل التكنولوجيا الحيوية، رسخت المملكة العربية السعودية مكانتها كقائدة في هذه المجالات.
وقد عززت رؤية 2030 حضور المملكة العربية السعودية العالمي، مما جعلها واحدة من أكثر وجهات الاستثمار جاذبية وحصلت المملكة على حقوق استضافة فعاليات دولية كبرى مثل إكسبو 2030 وكأس العالم لكرة القدم 2034. وهو ما يعني تعزيز القوى الناعمة للمملكة.
ويُعد نجاح رؤية 2030 دليلًا على قيادة المملكة العربية السعودية الرشيدة والحكيمة والتزامها الراسخ بصنع مستقبل أكثر إشراقًا لمواطنيها وللأجيال الصاعدة، ونقل المملكة إلى مصاف الدول الأكثر تقدمًا في العالم.
ونحن إذ نعيش أجواء الذكرى التاسعة للرؤية ونستعرض ثمراتها وانجازاتها فإننا نتوجه بالتهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي العهد مهندس الرؤية الأمير محمد بن سلمان ونبارك لهما جهودهما الجبارة في العمل من أجل تحقيق أماني الشعب السعودي النبيل وتطلعاته وآماله نحو المستقبل.

د. سونيا أحمد مالكي

طبيبة - مديرة إدارة الصحة المدرسية بتعليم جدة سابقًا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى