المقالات

دمج التراث في التعليم

أقرّت ديباجة اتفاقية اليونسكو (اتفاقية لاهاي) لعام ١٩٥٤م، بأن الضرر الذي يلحق بالممتلكات الثقافية هو ضرر يلحق بالتراث الثقافي للبشرية جمعاء، أيًا كانت الدولة التي تنتمي إليها، وإن خطر اختفائها أو تدميرها قد يهدد هوية بلد أو أمة معينة، وفي الوقت نفسه، يُعرض تراث البشرية جمعاء للفقر (unesco).
وفي هذا المقام؛ تظهر جهود الدولة في الحفاظ على التراث الوطني بوضوح، حيث بدأت المملكة العربية السعودية مسيرتها في تسجيل تراثها الوطني ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو في عام ١٤٢٧هـ (٢٠٠٦م)، وفقًا لما ورد في موقع هيئة التراث السعودية.
ومن أبرز هذه الجهود تنظيم يوم التراث العالمي، الذي يُحتفل به سنويًا في ١٨ أبريل. في هذا اليوم، تُحيي المملكة تراثها من خلال مجموعة متنوعة من الفعاليات، وعروض الحرفيين، وورش العمل التي تعكس تنوع ثقافات المملكة وتاريخها العريق، بالإضافة إلى الحضارات التي نشأت على أراضيها، والإنجازات التي حققتها في هذا المجال.
وعند الحديث عن التراث الثقافي في المناهج الدراسية؛ فإننا نجد ذلك يتنوع بحسب المنهج الدراسي الذي يتلقاه الطلبة في المستويات التعليمية المختلفة، فقد نجده في التاريخ والجغرافيا والمواطنة والتنمية المستدامة، فهو ذو ارتباطٍ وثيق بالدراسات الإنسانية والاجتماعية.
وعليه؛ يشكل التراث الثقافي مفهومًا واسعًا يندرج تحته التراث المادي (المباني، الآثار، التحف) واللامادي (العادات، التقاليد، الفنون) والتي تعكس هوية المجتمع.
واستنادًا إلى ذلك؛ يمكن دمج التراث الثقافي المادي وغير المادي في مناهج الدراسات الاجتماعية من خلال:
● التعريف بتراث كل منطقة في المملكة العربية السعودية.
● إحياء التجارب المتعلقة بالتراث الثقافي والموروث الشعبي في المدارس من خلال تنظيم المتاحف والمعارض.
● تنظيم رحلات ميدانية بالتعاون مع المؤسسات والهيئات ذات الصلة للكشف عن التراث الثقافي والمواقع الأثرية وتسليط الضوء عليها.
● تفعيل التقنيات الحديثة داخل المدرسة للمساعدة في نقل المعلومات الصوتية والمرئية المتعلقة بالتراث، مثل استخدام تقنيات الواقع الافتراضي، والواقع المعزز.
● استكشاف ودعم ومشاركة مواهب الطلاب الحِرفية.
● تقدير واحترام القيمة المادية والمعنوية للتراث وعدم المساس به بأي شكل من الأشكال.
● تعزيز ثقة الطلبة بأنفسهم من خلال تراث ثقافي متميز يعكس أصالة ماضيهم وماضي آبائهم وأجدادهم.
وخلاصة القول؛ تمثل مناهج الدراسات الاجتماعية ركيزة أساسية لتعزيز الهوية الوطنية، وتنشئة جيل يخدم أمته ووطنه، لذلك ينبغي الاهتمام بدمج موضوعات التراث، لما لها من أثر كبير في دعم التنمية المستدامة، وذلك بما يتواكب مع كل ما هو جديد في المنظومة التعليمية، للارتقاء بمخرجات التعليم.

وفاء بنت خلف المالكي

باحثة في مجال المناهج وطرق تدريس الدراسات الاجتماعية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى