المقالات

السعودية دولة السلام تقود جهود التهدئة بين الهند وباكستان

بفضل الله تعالى، كان توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار بين الشقيقتين باكستان والهند في العاشر من مايو 2025 انتصارًا للسلام والأمن في المنطقة. هذه الحرب التي كادت أن تتحول إلى كارثة إنسانية بين دولتين نوويتين، لا قدّر الله، كانت ستؤدي إلى إزهاق الأرواح وتدمير الممتلكات وتفاقم المعاناة الإنسانية.

لقد أثبتت المملكة العربية السعودية، مجددًا، أنها دولة السلام وحاملة لواء الحوار والتفاهم. فلم يكن غريبًا على المملكة، التي حملت راية الإسلام وأوّل كلمة نادى بها النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة حين قال: “أفشوا السلام”، أن تكون في مقدمة الدول الساعية لتحقيق الاستقرار والسلام بين الأشقاء.

جهود المملكة العربية السعودية في التهدئة

منذ بداية التصعيد في كشمير، في أبريل 2025، كثفت المملكة العربية السعودية من جهودها الدبلوماسية لاحتواء الأزمة ومنع تفاقمها. وفي هذا السياق، قامت المملكة بدور بارز وفعال من وراء الكواليس، حيث استثمرت علاقاتها الوثيقة مع الجانبين – الهند وباكستان – لتقريب وجهات النظر وتحقيق التهدئة.

وقد أجرى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – اتصالات مكثفة مع القيادتين الباكستانية والهندية، داعيًا إلى ضبط النفس والتوجه نحو طاولة الحوار. كما وجه ولي العهد الأمين، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – بضرورة بذل كافة الجهود الممكنة لتهدئة الأوضاع وتجنيب المنطقة خطر الانزلاق إلى مواجهة عسكرية مدمرة.

ثناء وإشادة بالجهود السعودية

وفي هذا الإطار، أشاد رئيس الوزراء الباكستاني، محمد شهباز شريف، بالدور السعودي في تهدئة التوترات، مثمنًا الجهود الحثيثة التي بذلتها المملكة لإقناع الطرفين بالجلوس إلى طاولة المفاوضات. ولم تكن هذه الجهود بمعزل عن الوساطة الأمريكية، إذ تعاونت المملكة مع الشركاء الدوليين لضمان نجاح وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في تمام الساعة الخامسة مساءً بتوقيت الهند (11:30 بتوقيت غرينتش).

ثقافة السلام في الإسلام والمملكة

إن المملكة العربية السعودية، التي اتخذت من رسالة الإسلام منهجًا ودستورًا، تعمل دومًا على تعزيز ثقافة السلام والصلح بين الشعوب. فقد أمرنا الله تعالى بقوله: ﴿وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا﴾ [الأنفال: 61]، لتكون دعوة صريحة نحو التهدئة والتصالح.

وكذلك، فإن الحفاظ على الحياة البشرية من أسمى مقاصد الشريعة الإسلامية، كما ورد في قول الله عز وجل:
﴿مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًۭا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍۢ فِى ٱلْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِيعًۭا ۖ وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا ٱلنَّاسَ جَمِيعًۭا﴾ [المائدة: 32].

وبهذه الروح، تأتي مبادرات المملكة العربية السعودية لتؤكد رسالتها السامية كدولة محورية في المنطقة، تسعى دومًا لإطفاء نار الفتن، ونشر ثقافة السلام، وترسيخ قيم التسامح والتعايش بين الشعوب.

رسالة شكر وعرفان

وفي هذا المقام، نتقدم بخالص الشكر والامتنان إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – الذي أدار بحكمة وحزم جهود التهدئة بين الهند وباكستان، مؤكدًا مكانة المملكة كدولة سلام وعطاء.

كما نشكر ولي العهد الأمين، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – الذي استثمر العلاقات السعودية مع البلدين لإطفاء فتيل الأزمة وإحلال الأمن والاستقرار.

*رسالة إلى العالم*

إن نجاح الجهود السعودية في إرساء الهدنة بين الهند وباكستان، رغم التعقيدات السياسية والتوترات العسكرية، يبعث برسالة قوية إلى العالم: أن المملكة العربية السعودية، بما تحمله من ثقل ديني وسياسي، ستظل داعمة للسلام والاستقرار الإقليمي والدولي، وستبقى منارة للأمل في زمن كثرت فيه النزاعات وتفاقمت الأزمات.

وختامًا، نقول للعالم أجمع: إن من يحمل رسالة السلام، سينجح دومًا في تحقيقه، وإن من يستظل بمظلة الإسلام، لن يعرف إلا السلام.

أ.د. فايد محمد سعيد

عضو المجلس الأوروبي للقيادات المسلمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى