المحلية

ترامب في المملكة خلال ساعات.. تقدير لمكانة السعودية دوليا وتعزيز 92 عاما من الشراكة الاستراتيجية

ما أشبه الليلة بالبارحة، بعد أسابيع قليلة من فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمنصبه لولاية ثانية، قرر أن يستهل زياراته الخارجية بالمملكة العربية السعودية، وهو ما قام به خلال ولايته الأولى.

وتعكس زيارة الرئيس الأمريكي للمملكة كوجهته الخارجية الأولى للمرة الثانية خلال فترتيه الرئاسيتين، تقديره لمكانة المملكة وثقلها على المستوى الإقليمي والدولي، ودورها المحوري في تعزيز أمن واستقرار المنطقة والعالم، وحرص القيادة الأمريكية على تطوير الشراكة الاستراتيجية مع المملكة، والأهمية التي توليها لتوطيد العلاقات بين البلدين في المجالات السياسية، والدفاعية، والاقتصادية، والاستثمارية.

وتوطدت العلاقات السعودية الأمريكية إثر 92 عاماً من التعاون والشراكة الاستراتيجية القائمة على الاحترام والثقة المتبادلة بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات.

ويعد اللقاء التاريخي بين الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ـرحمه الله ـ، والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت، في الباخرة “كوينسي” محطة مهمة نقلت العلاقات الثنائية إلى مستوى أعلى من التعاون والشراكة.

وتعكس الزيارة مدى تقدير القيادة الأمريكية الجديدة لسمو ولي العهد -حفظه الله- وحرصها على تعزيز التواصل مع القيادة الرشيدة -حفظها الله- والتشاور حول الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك إقليمياً ودولياً، ومواجهة التحديات المشتركة على المستوى الإقليمي والدولي في ضوء مستجدات الأحداث التي تشهدها المنطقة والعالم.

وفي هذا الإطار، كان لزيارة خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – في العام 2015م والزيارتين التاريخيتين اللتين قام بهما صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- إلى الولايات المتحدة الأمريكية خلال العامين 2016م و2018م، دور أساسي في توطيد العلاقات الاستراتيجية بين الرياض وواشنطن، انطلاقاً مما يجمع البلدين من مصالح مشتركة في مختلف مجالات التعاون.

كما ترتبط المملكة مع الولايات المتحدة الأمريكية بعلاقات تاريخية تستند إلى المبادئ والمصالح المشتركة، والرغبة المتبادلة في تعزيز وتطوير هذه العلاقات، وفق سياسة خارجية ترسخ مبدأ العمل المشترك وتوافق وجهات النظر، وتوثيق التعاون الثنائي في جميع المجالات، لا سيما الجانب الاقتصادي في إطار رؤية المملكة 2030.

وتأتي الزيارة في إطار توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، وبحث الأولويات التي من شأنها أن تسهم في تعزيز شراكتهما الاستراتيجية، وتعزز مصالحهما ورؤيتهما المشتركة نحو شرق أوسط يسوده الاستقرار والازدهار والأمن والسلام.

وتعد الشراكة السعودية الأمريكية حجر الزاوية للأمن الإقليمي على مدى العقود الماضية، ويتشارك البلدان الرؤية ذاتها نحو منطقة مترابطة مع العالم يسودها الأمن والاستقرار والازدهار، مع أهمية حل النزاعات الدولية بالطرق الدبلوماسية والسلمية، وتخفيف الأزمات الإنسانية عن طريق تقديم الدعم الاقتصادي والمالي لدول المنطقة الأكثر احتياجاً.

وتُعد مكافحة التطرف والإرهاب من أهم أوجه الشراكة الاستراتيجية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية؛ وقد أسهم التعاون الثنائي بين البلدين في هذا المجال في تحقيق العديد من المكتسبات المُهمة في دحر التنظيمات الإرهابية وتحييد خطرها على أمن واستقرار المنطقة والعالم.

وتثمن قيادتي المملكة والولايات المتحدة الأمريكية الشراكة الاستراتيجية والصداقة التي تجمع البلدين، إذ جاءت المملكة على رأس أولويات الرئيس الأمريكي، حيث اختارها لتكون الوجهة الأولى لزياراته الخارجية، كما كان سمو ولي العهد – حفظه الله – على رأس القادة الذين تواصل الرئيس الأمريكي معهم هاتفياً بعد تنصيبه رئيساً، وفي المقابل، كانت المملكة أولى الدول التي أعلنت عن رغبتها في تطوير استثماراتها مع الولايات المتحدة الأمريكية، مما يعكس عمق الشراكة الاستراتيجية التي تربط البلدين.

ويأتي توقيع البلدين على اتفاقيات ومذكرات تفاهم للتعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والأمينة على المستوى الحكومي والخاص ليؤكد عمق العلاقات التي ترتبط المملكة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وحرص قيادتي البلدين على تطوير وتوثيق شراكتهما الاستراتيجية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى