الهوية الوطنية ليست مجرد بطاقة ممغنطة أو صورة رقمية أو أوراق ثبوتية أو شعارات وقتية تُرفع عند حلول مناسبة وتختفي بعدها، بل هي مبادئ ثابتة وقيم راسخة تعطي دلالة واضحة على المكان والزمان الذي تنتمي إليه.
ونحن في المملكة العربية السعودية نفخر ونعتز بهويتنا الوطنية السعودية الراسخة منذ مئات السنين ونفاخر بها بين الأمم، وحقّ لنا ذلك.
سيدي سمو الأمير خالد الفيصل يحفظه الله يقول في عبارة شهيرة يتجلى فيها تعزيز الهوية الوطنية: (( ارفع رأسك أنت سعودي )).
وسمو الأمير بدر بن عبدالمحسن -يرحمه الله- يقول في مطلع أبيات أغنية وطنية لا تقل شأنًا عن سابقتها: (( فوق هام السحب )).
والشاعر خلف بن هذال يقول في قصيدة وطنية رائعة: (( يا وطنا يا وطنا عمت عين الحسود )).
وجميعهم وغيرهم من الرموز الوطنيين يهدفون إلى رفع الطاقة الإيجابية لدى المواطن السعودي وتعزيز ثقته بدينه ووطنه وولاة أمره وقيمه وعاداته وتقاليده وهويته الوطنية.
المملكة العربية السعودية تفتخر وتحتفل بيومها الوطني، ويوم التأسيس، ويوم العَلَم، وغيرنا يحتفل بيوم الاستقلال ويوم التحرير ويوم النصر وغيرها مما ليس له وجود لدينا في مملكتنا الحبيبة، ولله الحمد والمنّة.
نفتخر بهويتنا الوطنية التي تجلى فيها الأمن والأمان في أبهى صوره، وشهد لنا الأعداء قبل الأصدقاء بما وصلنا إليه من ثقة في قطاعاتنا الأمنية، والمعلوم أن الدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة كان توطيد الأمن وإقامة العدل من أولى اهتماماتها، ونحن نعيش في هذا العهد الميمون في أعلى مراتب الأمن والأمان، ولله الحمد، فقد حصلنا على المركز الأول في المؤشر الأمني على مستوى العالم في ثقة المواطن والمقيم برجال الأمن.
أيضًا حققنا مراكز متقدمة وأصبحنا مثلاً يُحتذى به في مكافحة الإرهاب، ومكافحة التطرف والانحلال، ومكافحة الفساد، ومكافحة المخدرات، وتنظيم الحشود، وغيرها من الإجراءات الأمنية الرقمية الراقية التي نفتخر بها.
إنّ للوعي بالهوية الوطنية والالتزام بها آثارًا عظيمة، تنعكس على الفرد والمجتمع والوطن بشكل عام، ولا سيّما متى ما قام كل فرد بواجباته خير قيام، فثمرة ذلك أكثر من أن تُحصى، فهي تجسّد قوة النسيج الاجتماعي الذي من الصعب اختراقه، كما أنها تساهم في رد مكائد الطامعين وأهواء الفاسدين.
لذلك فإن الاهتمام بالعلم والمعرفة في شتى المجالات، واستغلال العقول المبدعة، يعزز الهوية الوطنية، ويؤدي بلا شك إلى بناء الإنسان وتنمية المكان، ويرفع من هيبة الوطن والمواطن، إذا اعتزّ كلٌّ منا بهويته الوطنية، فأحسن فهمها، وأجاد لغة التعبير عنها.
• كاتب رأي ومستشار أمني