ظهر امامي في #أرشيف_عبدالعزيزالصويغ في الفيسبوك مقال قديم كتبته بألم في 02 / 06 / 2019 تحت عنوان (مسألة إرث..!) أصف فيه تدخل أحد ازواج بنات في عملية تقسيم إرث والدهم وإصراره على المشاركة معهم في جلستهم الودية – غصباً – بدعوى انه وكيل الأخت، وممثلاً لها في كل شؤونها، وبموافقتها، رغم وجودها معهم؟!
لم يقتصر حضوره على المراقبة بل والتدخل بشكل مستفز في كل صغيرة وكبيرة. فقد لام الأبناء على انهم تغاضوا عن تقاضي اجرة استعمال احد الابناء سيارة والده، بعد وفاته لـ15يوم. فالسيارة اصبحت حق لجميع الورثة، وقد استفاد منها وعليه أن يدفع مقابل المدة التي استعمل فيها السيارة حتى تُقسم على جميع الورثة بالتساوي!!
كان هذا غيض من فيض .. فما تلى ذلك كان أدهى وأمر! وبعد موافقتهم على كل النقاط بينهم، وهو موقف لم يعجبه، أخذ يعاتب الإخوة كيف يفرطون بمالهم.. وبحركة مسرحية يعجز حتى عميد المسرح العربي يوسف بك وهبي أن يؤديها، قام بالصراخ على الورثة قائلاً:
“حرام عليكم .. أمكم.. وماذا عن أمكم.. كيف تضيعون حقوق أمكم بهذه البساطة”؟!
وهنا ما كان من الأخ الأكبر إلا الإيماء له بكل هدوء أن يجلس في مكانه، مؤكداً له أن الورثة أدرى بشؤونهم، وأنه لن يكون هو أكثر حدباً على أمهم من أبنائها!
المؤسف أنه بعد وفاة زوج الأخت هذا، وبعد سنوات طويلة على وفاته ما زال ابنائه يتنازعون بينهم حول تقسيم إرثه ، وأتهموا اخاهم الأكبر بالإستيلاء على بعضه. فأدركت بعدها أنه –رحمه الله- زرع فيهم تلك الروح التي حاول زرعها في اخوان وأخوات زوجته … فنشأ الأبناء على أخلاق والدهم.
أجدها هنا رسالة لكل الورثة أن يحكموا مبدأ الإخوة والتسامح بينهم عندما تدور الدنيا وتتبدل الأدوار.. لا ادعوا بالطبع بالتفريط في حقوقهم ولكن بإتباع الحسنى وبأن ما بين الإخوة أكبر من المال. وهو ما وضعته أمام ابنائي مؤكدا لهم أن يبتعدوا عن هذا النهج … خاصة أن ما سيجتمعوا لتقسيمه بينهم لا يسوى أن يفقدوا الود حوله … والحمد لله على ما أعطى ، والحمد لله على ما أخذ.
#نافذة:
“ما تزرعهُ اليوم تحصدهُ غداً
إن زرعت شوكاً لن تحصد إلا الجراح والألم
وإن زرعت خيراً ستجني منه أطيب الثمر
في الدنيا قانون يسمى الدوران لايتجاوزه أحد
وسيأتي يوم تزورك افعالك فيه فلا تتفاجأ منها “!