المقالات

المروءة محلية والحكمة سعودية

صناعة التشويه واقتناص المشاهد وتلفيق الأكاذيب والابتزاز لتحقيق مبتغى ساقط، والنباح والصياح والأنين المصاحب لميلاد كل إنجاز سعودي، والإصرار لوأد البهجة ، وما تشهده مواسم الحج من تزامن تكثيف الحملات المغرضة، حالات لأفعال اعتدنا اقترانها بمواسم الفرح السعودي، فأصبحت نمطًا مستدامًا بحكم تدفق مخرجات رؤية عظيمة أفضت لغبطة الصديق وتعكير صفو العدو، كما قال معتمر تونسي استطعم رحيق المعاملة العربية وتنعم بمذاق الرحمة الإسلامية، مقراً بأن من سمع ليس كمن رأى، ومختتماً بالسؤال الصعب : لماذا كل هذه الافتراءات يا سادة؟ قبل أن يمضي مستمتعاً بأجواء روحانية مفعمة بالسلام والوئام والصدق والمروءة والنظام الذي لا يستثني أحداً.
لا شيء غير الرقي والمكانة والتأثير الدولي يمكن اتهامه بإثارة سخط المتلونين الحسدة يا صديقنا التونسي، فكلما تحقق مستهدف سعودي اشتد السعار وارتفع الصراخ، ومشكلة هؤلاء تواصل وتيرة النجاحات بشكل يومي على ثرى وطن بحجم قارة دون أدنى التفاتة لحال وأحوال وأقوال وأفعال المتاجرين، بل إن الموقف السعودي ثابت لا يتبدل فيما يتعلق بمد يد العون المادي والمعنوي للجميع دون أدنى استثناء كلما سنحت فرصة وبرزت حاجة، وهكذا بفعل الكبير الواثق المقتدر.
كل محاولات التشويه تدخل قوائم هيئة مكافحة الإشاعة، وجميع أصنافها شبيهة بمساعي حجب ضوء الشمس بالغربال، فالممول الكاره يعلم أن حبل الكذب قصير، والحاسد الحاقد يدرك أن سقوط المحاولة مصير حتمي، والمرتزق المتاجر ليس معنيًا بغير الثمن، ولذلك تتكسر المساعي الرديئة على اعتاب صخرة الوعي والاستقامة، فينكشف الزيف وتفشل محاولات طمس الحقائق، ذلك أن مزبلة الفضاء الرقمي تتسع للخبيث والطيب، وتحمل بين ذراتها الغث والسمين، ولهذا أدرك السعوديون خدام بيت الله الحرام أن الأشرار يقتنصون الفرص ويصنعون المشاهد لحاجة في نفس يعقوب، فتحصنوا بالصبر واحتساب الأجر وكشف حقيقة المتربصين، وكعادتهم فضلوا تقديم الأفعال على الأقوال، فجاءت مواسم الحج عنواناً لتفوق بلا نظير برغم ظروف الحج والحجاج، فالمكان ضيق محدود، والأجواء حارة، والأعداد مليونيه، جلها لمسلمين ومسلمات قدموا من قرى نائية، سوادهم الأعظم طاعني سن، والأغلبية حاملي أمراض مزمنة، تلقوا ويتلقون رعاية صحية سُعُودية فائقة، بما في ذلك إجراء عمليات القلب المفتوح، متبوعة بتمكينهم من استكمال حجهم بغض النظر عن الجنس والجنسية والمذهب، بسيارات مجهزة بالمعدات الطبية المتقدمة.
لا شيء يمكن استهدافه عبر حملات التشويه الكاذبة الممنهجة سوى الإسلام والمسلمين، فالسعوديون مؤمنون بأن الشجرة المثمرة عرضة للاستهداف، لذلك يسيرون بخطى ثابتة نحو المستقبل الزاهر دون الالتفات للخلف، وبهذا حققوا ويحققون النجاح المتبوع بنجاح على أنغام صراخ جاء على قدر الألم، بل إن القناعة أضحت راسخة بأن تلك الأحقاد محفز لتحقيق التميز المشهود بجميع المجالات في وطن بحجم قارة، أضحى مثلاً يحتذى للشرق والغرب على حد سواء، حتى باتت مستويات إنجازاته محل دهشة الزوار، بما في ذلك زعماء دول عالمية متقدمة.

ولعلي هنا أستشهد بذهول دونالد ترامب، الرئيس الموصوف بالشفافية، والزعيم الأقوى للدولة الأقوى، عندما زار الرياض في رحلته الخارجية الأولى بعد انتخابه رئيسًا للمرة الثانية، كما فعل في المرة الأولى، وكما فعل ويفعل زعماء آخرون أموا الرياض في زياراتهم الخارجية الأولى بحثاً عن الأثر والتأثير، فوجدوا ما أقدموا إليه ماثلاً للعيان. ولهذا لم يكن إقرار ترامب ولا غير ترامب بالكفاءة والقدرة السُّعُودية محصورًا على ما تحقق من نهضة شاملة وتنمية مستدامة بلغت ملامسة تخوم جودة الحياة، بل لم يكن هذا الإقرار مقتصرًا على إصلاحات استراتيجية حجمت الاعتماد على النفط وفتحت أبواب جديدة للاستثمارات داخل وخارج السُّعُودية، الأمر المحقق لعائدات ضخمة وإيرادات هائلة عززت وتعزز القدرة على توطين الرفاهية، وأدت وتؤدي لنمو اقتصادي أضحى حديث العالم، بل أن الدهشة مقرونة من وجهة نظر ترامب وغيره بالقدرة والكفاءة السُّعُودية المذهلة على صناعة نمط مختلف لتحقيق المبتغى، اعتمد استحضار الإرث الثقافي السعودي والبناء عليه دون الحاجة لاستنساخ ثقافة الآخرين، فجاءت النتائج متوافقة ومنسجمة مع القيم والمبادئ، بل فعلاً يحتذى، سيقطف السعوديون ثماره اليانعة، وستنعم الأجيال القادمة بمستقبل مشرق.
لا شيء يثني السعوديين عن تحقيق أحلامهم المدونة في كراس رؤية عظيمة يرعاها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ويقود تنفيذها ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير الشاب محمد بن سلمان، خاصة وقد تجاوز المتحقق المستهدفات الزمنية في كثير من المجالات، وستظل القافلة السُّعُودية سائرة نحو تحقيق آمال وتطلعات أبنائها، وسيظل الحسدة الحاقدون محلك سر.

محمد الجهني

إعلامي- كاتب ومحلل سياسي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى