لم يخفِ الرئيس الأمريكي دهشته مما تحقق للسعودية على كافة الأصعدة، ولا توقه لاستنساخ رؤية المملكة، ولا إعجابه الشديد بولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، الذي حقق في زمن قصير ما لم يخطر على بال كثير من المتفائلين، بعد أن وضع المملكة في المقدمة، فجعلها منارة لتعزيز السلام، ومركزًا عالميًا موثوقًا للتوافق، بل خيارًا استراتيجيًا للتحكيم، لتصبح الرياض قلب العالم النابض بالمحبة والتنمية، تحظى بثقة الجهات الأربع، وتقف بشموخ على مسافة واحدة من كافة الأطراف، لا ينازعها المقام المستنير، فغدت عنوان الإخلاص والصدق، وبوابة الاستقرار، والأكثر قدرة على حماية المبادئ وترسيخ القيم، وهي دون شك الرائدة والصادقة في تحقيق المستقبل العربي المشرق بعيدًا عن الشعارات الجوفاء.
ولا أدل على ذلك من تلك الفرحة العارمة التي تجلّت على محيا سمو ولي العهد عندما أعلن ترامب من قلب الرياض رفع العقوبات عن سوريا استجابة لطلب سموه الكريم، فيما كان ذلك الهدف شغله الشاغل، رغم العوائق المفتعلة التي تؤججها أحزاب وجماعات مشبوهة تضمر الشرور لشعوب المنطقة. لهذا جاء الانبهار مرسومًا على ملامح رئيس الولايات المتحدة حيال الحكمة السعودية، والحراك التنموي الواسع، والازدهار الشامل الذي تجسد واقعًا حيًا على ثرى المملكة. ولهذا أيضًا جاءت عبارات الإقرار بالريادة السعودية والاستحقاق المطلق للحصافة والتفوق والقدرة التي جعلت من التجربة السعودية نموذجًا يُحتذى، خاصة أن الرياض أصبحت المحطة الأولى لزيارات زعماء العالم، كما فعل ترامب خلال رئاسته الأولى، وعاد ليفعل الشيء نفسه خلال رئاسته الثانية، وقبله وبعده فعل ويفعل زعماء آخرون.
لم تكن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب -بالمفهوم السعودي- سوى فرصة ثمينة لتعزيز الصداقة واستثمار اللحظة لتحقيق مكتسبات سياسية عربية، وبناء استثمار يتوافق مع أهداف الرؤية السعودية. ولهذا جاء الإعلان عن رفع العقوبات عن سوريا، ولهذا أيضًا وُقّعت في الرياض وواشنطن العديد من الاتفاقيات التي يعود ريعها للبلدين والشعبين الصديقين، إضافة إلى أن تلك الاتفاقيات تعزز توطين الصناعة، وتؤدي إلى جلب الاستثمارات في إطار خطط دعم الإيراد غير النفطي، وتحقيق نمو اقتصادي يخدم برامج التنمية السعودية.
لعلنا نستحضر العلاقات السعودية الروسية، والسعودية الصينية، وغيرها من العلاقات الدولية، بما في ذلك العلاقة السعودية الأمريكية، لنستخلص القدرة السعودية الفائقة على خلق توازن في بناء العلاقات شرقًا وغربًا، بما يحقق الفائدة المرجوة، ويؤكد السيادة المطلقة، ويدعم المبدأ الثابت القائم على عدم قبول ما لا يتناسب مع الهوية والقيم. وبهذا أضحت السعودية محل ثقة العالم كافة، بعد أن رسخ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز برامج تعزيز السلام، وبسط ثقافة المحبة، ولا زال سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يصنع السلام، ويعمل على تحقيق طموحاته بجعل الشرق الأوسط “أوروبا الجديدة”، مثلما أضحت السعودية -التي تفوق مساحتها مساحة سبع دول أوروبية- واحة غنّاء تعيش تفاصيل التنمية بأساليب راقية.
بل بلغت حد إحداث الدهشة حيال القفزات والإنجازات التي مكنت المواطن والمقيم والزائر من استثمار التقنية، حتى باتت المراجعة الحضورية لدائرة حكومية أو خاصة مسألة تستدعي التعجب، لتصبح السعودية ملء السمع والبصر، في أعقاب التأثير الإيجابي لرؤية سعودية واضحة، محورها تطوير الإنسان والمكان، يرعاها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ويقود تفاصيلها ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-، لتبدو ثمارها يانعة، فيصبح نمط العيش أكثر سهولة ورفاهية، وصولًا إلى جودة الحياة
مقال رائع فيه من الحقائق ماتملأ السمع والبصر حفظ الله مملكتنا الغالية وقيادتنا وحرس ولي العهد بعينه التي لاتنام !! كانت الزيارة توقيعاً دولياً على قيمة السعودية وهيبتها وشموخها وازدهارها المتسارع ( ماشاء الله ) وبالفعل الزيارة حوت قراءات عديدة مذهله !! الحمدلله