المقالات

خدمة الحرمين والحجيج.. شرف يُصان ومجد يُبنى

في مشهد هو الأعظم في تنوعه البشري، يجتمع أكثر من مليون وسبعمائة ألف حاج من مختلف الأعمار، والأجناس، والثقافات، والمستويات الفكرية، في أعظم مكان وأشرف زمان، لأداء أرقى العبادات وأطهر الشعائر، في المشاعر المقدسة.
يطوفون حول البيت العتيق بخشوع وسكينة، ويقبّلون الحجر الأسود دون تزاحم أو تدافع، في تجربة روحانية نادرة، تفيض بالأمان والطمأنينة، وسط توافر إمكانات وخدمات متكاملة سخّرتها المملكة لخدمة ضيوف الرحمن.
ولم تكن هذه المنظومة المتكاملة وليدة اللحظة، بل هي ثمرة رؤية استراتيجية ممتدة منذ تأسيس الدولة السعودية، جسّدتها مشاريع عملاقة ومبادرات تاريخية، منها:
أكبر توسعة شهدها الحرم المكي في تاريخه، بتكلفة تجاوزت 100 مليار ريال سعودي، شملت توسعة المطاف والمسعى، وزيادة الطاقة الاستيعابية للحرم إلى أكثر من 2 مليون مصلٍ.
إنشاء مشروع قطار المشاعر المقدسة، الذي يربط بين منى ومزدلفة وعرفات، ويخدم أكثر من 350 ألف حاج في الموسم، ويعد من أهم مشاريع النقل الجماعي في العالم الإسلامي.
تطوير منشأة الجمرات متعددة الطوابق، والتي تتيح رمي الجمرات بأمان وانسيابية، وتستوعب أكثر من 300 ألف حاج في الساعة.
إطلاق منصة نسك الإلكترونية التي تسهّل إجراءات الحجز والتسجيل والخدمات، وتعتبر نقلة نوعية في إدارة شؤون الحج والعمرة.
نشر أكثر من 150 ألف رجل أمن ومنسق ومتطوع سنويًا، لتيسير الخدمات وتوفير الحماية والرعاية الصحية والبيئية والإنسانية للحجاج.
ومنذ تأسيسها، والمملكة – قيادة وشعبًا – تتشرف بخدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، انطلاقًا من قناعة راسخة بأن هذه المسؤولية شرف قبل أن تكون واجبًا. وهي لا تدّخر جهدًا في تطوير وتوسعة هذه الأماكن، وبناء المشاريع الجبارة، وتحقيق الأهداف السامية، دون منّة ولا انتظار شكر.
ولا تُؤمن المملكة بـ الهرطقة الإعلامية ولا تُصغي إلى وسائل الإعلام المشروخة الحاسدة، ولا الأبواق المشوّهة الحاقدة، المتشحّة بسواد المؤامرة، وصناعة الفوضى، وإثارة البلبلة، وتأجيج الفتن. فالمملكة تصنع الفعل لا الضجيج، وتبني الحقائق على الأرض لا على الشاشات، وتخاطب الضمير العالمي بالإنجاز لا بالادعاء.
ومضة:
كم تطلبونَ لنا عيبًا فيعجزُكم
ويكرهُ اللهُ ما تأتونَ والكرمُ

أ. د. عائض محمد الزهراني

نائب الرئيس لإتحاد الأكاديميين والعلماء العرب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى