الحج والعمرة

مفتش البيئة صوت الطبيعة في الحج

مكة المكرمة  – حينما تئن الطبيعة من أنشطة بشرية يبرز مفتش الالتزام البيئي، ليحكم بصوت النظام كي ينصف البيئة مع ضمان استدامة النشاط بما لايؤثر سلباً على مواردنا الطبيعية. عبدالله السبيعي أحد الكوادر الوطنية العامل في موسم حج هذا العام، ومهمته الرقابة على الهواء والماء والتربة المحيطة بضيوف الرحمن منذ دخولهم إلى المدينتين المقدستين والمشاعر المقدسة.
ويعمل عبدالله يومياً مع زملائه خلال الموسم على أن يبقى الوسط المحيط بالحاج خالياً من الملوثات خلال رحلة أداء النسك. صوت عبدالله يتشكل بلغة الأرقام بواسطة تقارير مكتوبة، وتحليل لعينات من التربة والمياه والهواء، بعد أن يقطع عشرات الكيلومترات يومياً في الحج بين الأودية والشعاب التي تغذي مياهها الجوفية والسطحية مكة المكرمة والمدينة المنورة، ويزور كل يوم مواقع يراها الحجاج أو يسكنون قربها أو ربما أثرها البيئي سيصل بشكل مباشر أو غير مباشر لهم، مثل محطات الوقود والطرق الرابطة بين المدن. وهنا يعمل عبدالله على التفاعل مع رصد محطات الهواء أو الأقمار الاصطناعية في حال رصد ارتفاع في نسب مؤشرات التلوث، ليبدأ أولاً في تحديد مدى الضرر وأين سيتجه وإلى أين، قبل أن يرفع تقريره بمعلومات تفصيلية إلى كافة الجهات المعنية المشرفة على تقديم الخدمات لضيوف الرحمن، وبالتالي والحد من هذا الضرر وتجنبه.
يستشعر السبيعي وزملاؤه عظم مشاركتهم في موسم الحج، كونهم جزء من الآف السعوديين الذين شرفوا بخدمة ضيوف الرحمن لضمان بيئة صحية وسليمة لضيوف الرحمن.
يباشر عبدالله السبيعي أعماله للتفتيش البيئي خلال موسم الحج من خلال جولاته الرقابية بمواقع مختارة بعناية في المشاعر المقدسة ومكة المكرمة والمدينة المنورة، يحمل معه جداول المواقع التي يزورها، ويحمل معه جهاز متنقل لقياس جودة الهواء وآخر للضوضاء بالإضافة إلى الأدوات الفنية التي يسحب بواسطتها عينات الماء والتربة وجهاز لوحي لتوثيق عملية التفتيش البيئي والتي من خلالها يستسطيع تسجيل حالات عدم الالتزام وإجبار المتسبب وفق نظام البيئة ولوائحه بأن يعيد تأهيل الوسط التي تسبب في ضرره وتصحيح اي تجاوزات.

الأعمال التي يقوم بها عبدالله وزملاؤه في المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي هذا العام في موسم الحج تم تغيرها بشكل كبير نظير الدروس المستفادة من عملية الرقابة في المواسم السابقة، حيث تم وضع خطة شاملة لكل الآماكن التي سيتواجد بها ضيوف الرحمن ولم تضمن الخطط سابقاً
وبناء على هذه المرونة تجاوز مفتشي البيئة مستهدفهم بالجولات الميدانية قبل أن ينتصف الموسم، حيث كان من المقرر أن يقوموا ب1250 جولة رقابية، واستطاع عبدالله مع كافة الفرق الميدانية أن يقوموا ب 1254 قبل يوم العيد نتيجة التفاعل الآني مع ما يردهم من بلاغات بيئية أو رصد لبقع يشتبه بتلوثها بواسطة الأقمار الاصطناعية أو مؤشرات لارتفاع في احد عناصر الهواء رصدتها محطات جودة الهواء.

ونتيجة ذلك تجاوزت رحلات فرق التفتيش مسافة 20 الف كيلو متر حول المشاعر المقدسة ومكة المكرمة والمدينة المنورة، وأكثر من 4000 ساعة لزيارة كل منشأة أو نشاط له علاقة بموسم الحج أو الحجاج، ورفعوا عشرات التقارير اليومية ومتابعة الالتزام بلوائح نظام البيئة، ولمنع أي أثر سلبي قد يواجه الحجاج أثناء رحلتهم المقدسة.

يقول السبيعي “في موسم الحج، ترتفع وتيرة الجهود البيئية إلى أقصاها، فالمركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي يستنفر كامل طاقاته البشرية والتقنية لضمان سلامة البيئة في مكة والمشاعر، دون أن يعيق حركة الحجاج أو يعكر صفو رحلتهم الإيمانية، البيئة الأمنة هي معيار من المعايير المهمة لموسم حج آمن”.

حسن الصغير

مدير التحرير - منطقة الباحة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى