
أظهرت دراسة حديثة أن 46% من متعاطي المؤثرات العقلية في المملكة العربية السعودية أرجعوا السبب إلى الفشل المتكرر في الحياة، فيما أرجع 37% من المتعاطين السبب إلى التورط في الديون والشعور بضائقة مالية، مما يسلط الضوء على أهمية الدعم النفسي والوقاية المجتمعية من هذه الظاهرة المتفاقمة.
وتأتي هذه المعطيات في إطار حملة توعوية أطلقها المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية بالتعاون مع هيئة الصحة العامة “وقاية”، تماشيًا مع رؤية المملكة 2030، وتهدف إلى تعزيز الوعي بمخاطر المؤثرات العقلية على الصحة النفسية والجسدية، وتوفير بيئة مجتمعية واعية وآمنة، خصوصًا لفئة الشباب.
وتسعى الحملة إلى تقديم معلومات علمية دقيقة وتوجيهات عملية للوقاية من الإدمان، من خلال إشراك الأسر والمؤسسات التعليمية في دعم الشباب، ومواجهة أسباب الانزلاق في التعاطي، كالضغوط النفسية والضائقات المالية والإهمال الأسري.
وبحسب الإحصاءات المحلية، فإن أكثر من 60% من مدمني المؤثرات العقلية تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا، فيما أشارت اللجنة الوطنية لمكافحة المؤثرات العقلية “نبراس” إلى أن 33% من حالات التعاطي ناتجة عن مشكلات أسرية، بينما تُعزى 51% من الحالات لعدم متابعة الأسرة لنشاطات الأبناء وطرق إنفاقهم للأموال.
وعالميًا، يقدّر عدد المتعاطين للمؤثرات العقلية بـ 300 مليون شخص، ما يعكس حجم التحدي الذي يواجه المجتمعات، بما في ذلك المملكة، التي شهدت عام 2022 أكبر عملية ضبط للمؤثرات العقلية في تاريخها، حيث تم ضبط ما يقرب من 47 مليون حبة أمفيتامين داخل شحنة دقيق بالرياض.
وتجسد هذه الحملة التوعوية التزام الجهات الصحية بالمملكة في حماية الشباب من آفة التعاطي، من خلال توحيد الجهود الوطنية لبناء مجتمع يتمتع بالصحة النفسية، والقدرة على التصدي للتحديات المرتبطة بالمؤثرات العقلية.