الثقافيةحوارات خاصة

جوهرة عبد الحميد: بين رهافة الفن وقوة التقنية… حين يرسم الذكاء الاصطناعي ملامح الإبداع

في عالم تتقاطع فيه الخيوط بين الفن والتكنولوجيا، تقف جوهرة عبد الحميد كمثال حي على كيف يمكن للهوية الإبداعية أن تتجدد بلا حدود. مصممة ، لا تكتفي بجماليات اللون والخط، بل تُحاور الذكاء الاصطناعي لتعيد تعريف حدود التصميم، وتحوّل كل مشروع إلى بصمة بصرية تفيض بالتفرد. في هذا الحوار الخاص،لصحيفة مكة الإلكترونية تفتح جوهرة صفحات رحلتها المهنية، وتحدثنا عن بداياتها، رؤيتها للمستقبل، وموقع الإنسان وسط ثورة الذكاء الاصطناعي

Screenshot

بدايةً، كيف كانت انطلاقتك الأولى في عالم التصميم الجرافيكي؟ وهل كانت البداية شغفًا هوايتيًا أم ممارسة احترافية منذ البداية؟

بدأت بدافع الشغف والهواية؛ كنت أجرّب وأصمّم لنفسي ولمعلّماتي في المدرسة، ثم تحوّل هذا الشغف إلى احتراف حين أدركت أن لديّ بصمة خاصة، وبدأ الناس يطلبون مني تصاميم بشكل فعلي

بعد سنوات طويلة من العمل في الفن، كيف ترين تطور هويتك الفنية؟ وهل نجحتِ في ترجمتها بصريًا عبر تصاميم تحمل بصمتك الخاصة؟

مع مرور السنوات، أصبحت هويتي الفنية أكثر نضجًا ووضوحًا. نعم، نجحت في ترجمتها بصريًا من خلال تصاميم تحمل طابعًا خاصًا يميزني، وصارت تُعرَف حتى دون توقيع.

Screenshot

ما هو برأيك الدور الحقيقي للهوية البصرية في إيصال الرسالة الفنية والجمالية للمتلقي؟

الهوية البصرية هي الجسر بين الفكرة والمتلقي؛ فهي تختزل الرسالة الفنية والجمالية بلغة بصرية واضحة، تترك أثرًا وتبني ارتباطًا عاطفيًا مع الجمهور.

كيف تقيّمين العلاقة بين عناصر التصميم الداخلي والهوية الإبداعية للمصمم؟ وهل للتفاصيل المكانية دور في التأثير على الرسالة الفنية؟

العلاقة وثيقة؛ فالتصميم الداخلي يعكس ذائقة المصمم وهويته الإبداعية. التفاصيل المكانية—كالإضاءة، الألوان، والخامات—تلعب دورًا كبيرًا في تعزيز الرسالة الفنية وإيصال الإحساس المقصود.


مؤخرًا، ظهرت لكِ تجارب لافتة في التصميم باستخدام الذكاء الاصطناعي.. كيف تصفين علاقتك بهذه التقنية؟ وهل تراها أداة داعمة أم منافسة للمصمم؟

علاقتي بالذكاء الاصطناعي تجريبية ومليئة بالفضول؛ أراه أداة داعمة توسّع أفق الإبداع، لا منافسة. هو شريك ذكي يُسرّع الفكرة، لكن البصمة والروح تبقى للمصمم.

من خلال إعادة تصميم النماذج بأسلوب الذكاء الاصطناعي، ما الجديد الذي أضافته لك هذه التجربة؟

أضافت لي منظورًا بصريًا مختلفًا، وسرّعت عملية التطوير والتجريب. منحتني حرية في استكشاف أفكار غير تقليدية، وصقلت مهارتي في دمج التقنية مع الإبداع البشري.

هل ساعدك الذكاء الاصطناعي في التعبير عن أفكارك بطريقة مختلفة؟ أم أنه يحتاج إلى توجيه فني دقيق حتى لا يبتعد عن الرؤية الإبداعية الأصلية؟

نعم، ساعدني في التعبير عن أفكاري بطريقة جديدة ومبتكرة، لكنه يحتاج إلى توجيه فني دقيق حتى لا ينحرف عن الرؤية الإبداعية الأصلية. فبدونه، يفقد العمل هويته وعمقه.

ماهي أبرز الأعمال التي يقوم بها الذكاء الاصطناعي في التصاميم؟

الذكاء الاصطناعي يُستخدم لتوليد تصاميم مبتكرة، تحسين الصور، وتحويل الأفكار النصية إلى محتوى بصري.
كما يعزز الكفاءة الإبداعية من خلال تحليل البيانات وتقديم حلول تصميم ذكية وسريعة.

كيف يمكن للمصمم المعاصر أن يوازن بين التقنية والروح الفنية؟

بأن يستخدم التقنية كوسيلة لا كغاية، ويُبقي على إحساسه وذائقته حاضرة في كل تفصيلة. التوازن يأتي حين تُخدم الأدوات الفكرة، لا تسيطر عليها.

شاركتِ في معارض مرموقة وتعاونتِ مع نخبة من الفنانين.. ما الذي يميز تجربتك في هذا المشهد؟

تميّزت تجربتي بالتنوّع، من المعارض الفنية إلى التعاون مع وزارات وقنوات إخبارية. هذا التنقّل منحني مرونة في توظيف التصميم لخدمة رسائل مختلفة، دون أن أفقد هويتي الفنية.

وأخيرًا، ما النصيحة التي توجهينها للمواهب الصاعدة ممن يرغبون في تحويل شغفهم بالتصميم إلى مسيرة مهنية

ابدأوا بالشغف، واصقلوه بالاستمرارية والتعلّم. لا تتعجلوا النتائج، واهتموا ببناء هوية بصرية تميزكم. والأهم: استمتعوا بالرحلة، فالإبداع يولد من المتعة لا من الضغط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى