المقالات

أيه يعني؟!

 المقدمة:
في هذا الزمن الذي تكاثرت فيه الظلال واللعب على الأهواء، تصبح الحيلة سيدة الموقف، والصدق في طريق ضيق. يتساءل الإنسان عن معايير الحق والخطأ، عن قيم يترنح عليها المجتمع ويغرق في بحر من الازدواجية. وعليه، جاءت هذه الأبيات تعكس غضباً من ثقافة «الغنى بغض النظر عن المصدر»، وتكشف كيف أصبح المال معياراً وحيداً للقيمة.” ولتسأل عن مفاهيم قد تبدو مبهمة في عالم اليوم:
 هل ما يُفعل هو ما يجب أن يُفعل؟
 أم أننا بحاجة لإعادة التفكير في قيمنا وأخلاقنا؟
“`
أيـه يعني يا سيدي؟!
لـو مَدّيت إيدي وهبرتلي هَـبْـرَة؟!
والكـلّ بيسرق..
وشغل التهليب دايرٍ على وُدْنـه!

وكـده ولا كـده..
أهَـيَ الناس صابرة، وبتـرمي الهمّ وراها..
تـسرق رغيف — يـسجـنـوك!
تـسرق بلد — يـعمـلـوك بـطـل!
ويمكن يـنصبـولك تمثال.. ويكرّمـوك!

أسلافنا كانوا عارفين..
وقالولنا:
«إن سرقت — إسرق جمل!
وإن عشقت — اعشق قمر!»
وضافوا كمان:
«اطلب المال.. ولا تطلب الجاه!»

والمَـثَـلْ يقول:
«مَـين فات قديمه تاه!»
مِـنـك المال.. ومِـنـها العيال..
وبعد الفلوس تقدر يا شاطر..
تعمل إللي أنتَ تتمناه!

الناس ما يهمّاش..
أصلك ولا فصلك!
الكلّ دلوقتي بِـيـبـصّ على اللي في إيدك..
إسرق كتير — تـأكل فَـطـير!
إسرق كتير — تـعرف تطير!
تعمل أمين — تـنام جوعان!

مَـالكش صاحب.. ولا لك سمير..
الناس اليومين دول.. بــتــأكــلــهــا والــعــة!
ماحدّش يسأل.. والخلق خالعة!
امشى حالك واعمل حرامي..
وإلاّ حتفضل طول عمرك تمسّح صرامي!

تاخد.. وأنا أدي.. وسّـع هُـدّي..
لأنه «حدّي مادانيش.. ولا حدّي أداني»!
مش أيّ.. أيّ.. ولا زي.. زي..
ولا كلّ من قال: «أنا حبيت» —
يـبـقـى حـبـيـب..
و«بيب بيب.. أهـــلي!»

الخاتمة:
في عالم متناقض ومليء بالمفارقات، تظل هذه الأبيات تسلط الضوء على واقع نعيشه حيث تتلاشى القيم ويغيب العدل بين معايير متذبذبة. لا يسأل أحد عن وسيلة الوصول إلى القمة، بقدر ما يسعى الجميع لأخذ نصيبهم، ويزداد الصراع على المال والشهرة دون اكتراث للمبادئ. لكن تظل الحقيقة الواضحة أن القيم التي تركها أسلافنا تمثل ضوءًا في نهاية النفق، وإن كان علينا السعي وراء الحق والعدل، فلن ننسى أبدًا أن الحب والوطن هما أولى الأولويات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى