المقالات

البحث عن المتاعب

بعيدًا عن الاستحسان أو الاستقباح، والحكم على ما تراه بأنه صواب أو خطأ،

يشاهد الإنسان في حياته سلوكيات من بعض البشر تشد انتباهه، وتثير في عقله كثيرًا من الأسئلة، وتؤكد وجود الفروق والتمايز بين الناس.

وسبحان من خلق أكثر من مليار إنسان يعيشون الآن على الأرض، لا يشبه أحدهم الآخر بنسبة 100%، حتى التوأم!

ومن أغرب ما رأيت في حياتي: فئة من الناس تبحث عن المتاعب،

رغم أن بعضهم يمتلك مقومات الحياة السعيدة والمريحة.

ومن الدلائل على هذه الفئة ما يلي:

  1. تتبّع الأخبار السيئة التي تحصل للأفراد أو الجماعات أو حتى الدول، فهو مرجع في أخبار الحروب والكوارث.
  2. حضور أفلام التراجيديا والمآسي، وتراه منتشيًا فرِحًا بعد مشاهدتها، ليس شكرًا على نجاته منها، بل لشيء في شخصيته يصعب تفسيره.
  3. يستميت ويجاهد للوصول إلى قلب الأحداث المفزعة، كالجرائم، ومجابهة الخارجين عن القانون، والمضاربات وما في حكمها.
  4. يجد لذة وميلًا جارفًا لمشاهدة رياضة المصارعة، ويعرف المصارعين ويتمنى مقابلتهم.
  5. يطرب لسماع الغيبة والنميمة والفضائح، ويجد في من يفعلها جاذبية.
  6. ينزعج من مدح أي إنسان، حتى لو كان مستحقًا، وتُغضبه إنجازات غيره.
  7. يمتلك قدرًا كبيرًا من الغيرة والحسد تجاه غيره، حتى لو كان يملك مثل ما لدى غيره أو أفضل، فعينه دومًا على ما عند الآخرين، لا على ما عنده.
  8. لا يصدق أن هناك من يفعل ما ذُكر أعلاه، ويتحدث وكأنه ليس منهم، وتُدهشك درجة إنكاره.
  9. يغلب على نظرته للمستقبل نظرة سوداء تشاؤمية صرفة، ولا يرى في الوجود شيئًا جميلاً.
  10. يمتلك مفردات في منتهى القبح، وحين يتحدث يُخيّل إليك أنه لا يحفظ مفردة إيجابية واحدة.

ولهذا، يجب اليقظة من الانجراف اللاشعوري، وعلى الإنسان مراقبة ذاته، ودفعها نحو الاعتدال.

“حاشا قروبك النبيل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى