المقالاتعام

نباحهم على مكة.. لم يزدهم إلا ذلًا وموتًا مدحورًا

يا من تسوّل لك نفسك المساس بمكة، كُفّ لسانك، وقف عند حدّك.
إن كنت تجهل من نحن، فاعلم أن مكة المكرمة ليست مجرد مدينة، بل هي قبلة القلوب، ومهوى أفئدة المسلمين، وحمى الله الذي تكفّل بحمايته منذ أن حاول أبرهة هدم الكعبة، فأهلكه الله ومن معه، وجعلهم كعصفٍ مأكول.
نقولها بصدق لا رياء، وبثقة لا غرور:
من يجرؤ على الاقتراب من بيت الله، يجد أمامه شعوبًا بأكملها تقاتل دونه، وأرواحًا تفديه بلا تردد، وسيوفًا لا تعرف إلا النصر أو الشهادة.
تاريخكم يشهد أنكم حين تطاولتم على العراق، ذقتم ويلات الخيبة،
وها أنتم اليوم تحلمون بأوهام أشد ظلامًا…
لكن تذكّروا: سوريا الجريحة، وحدها، مرغت أنف مشروعكم، وأسقطت أوهامكم التي بنيتموها على مدى عقود.
أما الكعبة…
فافتحوا كتب التاريخ:
حينما تحالف
إسماعيل الصفوي مع
ملك البرتغال لهدمها،
سلط الله عليهم ريحًا صرصرا عاتية، فدمرت سفنهم
في عرض البحر، وعادوا مدحورين لم يحققوا سوى الخزي.
فلا تكرروا خطأ من سبقكم،
فإن الله يحمي بيته، ويحميه عباده الصادقون.
قال تعالى:
“أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ”
وقال سبحانه
عن أصحاب الفيل:
“أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ… فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ”
هذه رسالة من قلوب الشعوب قبل أن تكون من أفواهها:
إلى كل من يهدد مقدساتنا
أو يحلم باقتحام حدودها، نقول:
دون الكعبة أرواحنا،
ودون الحرم دماؤنا،
ولن تكونوا أول من حاول،
ولن تكونوا آخر من هُزِم.
والله غالب على أمره،
ولكن أكثر الناس لا يعلمون

أ. د. عائض محمد الزهراني

نائب الرئيس لإتحاد الأكاديميين والعلماء العرب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى