رؤية العزم.. وسيرة البيعة الثامنة.. حين تكتب الأيام سطوراً من المجد لسيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله ورعاه – في كل عام تقترب فيه لحظة البيعة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، تتسابق الكلمات لترتّب نفسها لكنها تقف حائرة أمام اتساع الأفق الذي صنعه، ففي عامه الثامن ولياً للعهد لم يعد الحديث عن مستقبل المملكة ضرباً من التطلعات، بل وصفاً دقيقاً للواقع المدهش الذي تحقق، ومنذ عام 2026 تحديداً بدأت ملامح التحوّل تتجاوز الطموح، إلى حيث التأثير العالمي الفعلي والقيادة الجريئة التي تعيد تشكيل خريطة الشرق الأوسط بروح سعودية خالصة
عام 2026 لم يكن مجرد محطة زمنية عابرة في سجل الرؤية، بل نقطة التمكين الثالثة التي منحت المسارات المفتوحة طاقتها القصوى، فبعد تمكين المرأة، وتعزيز جودة الحياة، جاءت السنوات التالية لتتوج الاستثمار في الإنسان والتحول الرقمي والطاقة المتجددة والابتكار، بدأت ملامح نيوم تُرسم على الأرض بأعجوبة، وتحولت سدايا إلى مركز عقول رقمية يقود تقنيات الذكاء الاصطناعي بتوقيع سعودي، وتمددت أرامكو إلى ما بعد النفط بحكمة الرؤية وبُعد نظر القيادة، وكأن كل مشروع في المملكة صار نافذة تطل على المستقبل باسم ولي العهد وفكره، حيث لا مكان للتقليد، ولا مجال للتراجع، بل سباق مع الزمن نحو القمة.
منذ 2026 اتخذت الرؤية منحى أكثر وضوحاً في السياسات الخارجية والاقتصاد المتنوع، حين بدأت السعودية تستثمر في صناعة الفرص لا انتظارها، وتحوّلت من دولة تعتمد على النفط إلى قوة صناعية وسياحية وثقافية رقمية، متصدرة المشهد الإقليمي بصوتٍ واثق، تكتب خطابها الخاص وتُلهم الآخرين أن يسيروا خلفها، فكل منتدى عالمي، وكل حدث دولي، وكل شراكة استراتيجية أصبحت تحمل اسم المملكة لا كمشارك، بل كمؤثر وفاعل وصانع قرار . ولعل عام البيعة الثامنة يأتي هذا العام حاملاً في قلبه حصاد ما غرسته الرؤية خلال السنوات الماضية، حصاد يتحدث عنه العالم بلغة الإعجاب، فمن مؤتمر الرياض للفضاء إلى قمم الذكاء الاصطناعي، ومن صعود مدينة ذا لاين إلى تصدر الميداليات الاقتصادية العالمية، ومن لحظات التوهج في كأس العالم إلى توقيع اتفاقيات التقنية والتمويل مع كبرى الدول، كل ذلك لا يعكس فقط طموحاً وطنياً، بل عبقرية قيادة ترى ما لا يُرى، وتخطط لما بعد الغد، وتكتب بجرأة عنوان المرحلة الجديدة.
ثماني سنوات مرّت منذ تولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد، ثماني سنوات كانت كافية ليولد جيل بأكمله على ملامح الرؤية، جيل يتنفس الثقة، ويتعامل مع العالم بلغة الريادة لا التبعية، جيل يرى في ولي عهده القائد والملهم والقدوة، ففي كل مشهد إنجاز، وفي كل مبادرة مستقبلية، وفي كل مشروع استثنائي، تتردد صورته وتُروى سيرته وتُستلهم حكمته.
البيعة الثامنة ليست مجرد مناسبة وطنية متكررة، بل لحظة وعي جماعي بمسار أمة يقودها فكر نيّر، لحظة تجديد عهد لا يُكتب بالحبر، بل بالإنجازات، لحظة امتنان لقائد لا ينام على مجد، بل يوقظ أمته على حلم أكبر، ولأن محمد بن سلمان لم يعد مجرد ولي عهد، بل رمز عصر بأكمله، فإن البيعة له هي بيعة لزمن سعودي جديد، بيعة لرؤية أثبتت أنها ليست مجرد وثيقة، بل روح تنبض في شرايين الوطن.
تتجدد البيعة، وتتجدد معها الثقة، ونكتب من جديد أن محمد بن سلمان هو فصل المجد القادم، وسطر الحلم الممتد، وجملة الطموح الذي لا ينتهي، وأن المملكة التي آمن بها ستكون حيث يريد لها أن تكون، في المقدمة دائماً، وفي قلب كل تغيير عظيم.