المقالات

الهلال… قوة ناعمة للسعودية

في لحظة تاريخية لا تُنسى، سطّر نادي الهلال السعودي فصلاً جديدًا من فصول المجد، حينما تغلّب على مانشستر سيتي الإنجليزي بأربعة أهداف مقابل ثلاثة، في بطولة كأس العالم للأندية المقامة في الولايات المتحدة الأمريكية. لم يكن الفوز مجرد انتصار كروي، بل كان رسالة مدوية تعكس صعود الرياضة السعودية كقوة ناعمة تتخطى حدود الملاعب، وتعكس طموح أمة تقودها رؤية واضحة ومشروع حضاري متكامل.
أثبت الهلال في هذه المباراة أنه ليس مجرد نادٍ عريق محلي أو آسيوي، بل فريق عالمي قادر على مقارعة أعتى الأندية الأوروبية، بل والتفوق عليها. الأداء الذي قدمه نجوم الهلال أمام مانشستر سيتي، أحد أبرز أندية العالم، لم يكن فقط نتيجة تحضير بدني أو تكتيك فني، بل كان انعكاسًا للهوية السعودية الجديدة: واثقة، طموحة، ولا تعرف المستحيل. فهذا الفوز الاستثنائي جاء تتويجًا لسنوات من العمل المؤسسي داخل النادي، بدعم غير محدود من القيادة السعودية، التي جعلت من الرياضة إحدى أهم ركائز رؤية السعودية 2030، باعتبارها أداة للتنمية، والتواصل الثقافي، والتأثير الدولي.
أصبح الهلال بالفعل رمزًا للقوة الناعمة السعودية، يتحدث للعالم بلغة الأهداف والانتصارات، ويقدم صورة مشرقة عن المملكة وشبابها. إن صعود الأندية السعودية إلى المحافل العالمية ليس فقط للتمثيل، بل للمنافسة، يعزز من مكانة المملكة كدولة طموحة تتفاعل مع العالم وتؤثر فيه بثقة وإبداع. فما فعله الهلال أمام مانشستر سيتي هو أكثر من مجرد فوز رياضي، إنه عمل دبلوماسي ناعم بلغة العصر، يرسخ مكانة المملكة في قلوب الملايين من عشاق الرياضة حول العالم. وها هو الجمهور العالمي يشاهد الهلال لا كمجرد نادٍ، بل كسفير ثقافي يعكس تطور الرياضة، والتنمية، والنهضة السعودية.
لا يمكن الحديث عن إنجاز الهلال دون الإشارة إلى الدعم الكبير الذي تلقاه القطاع الرياضي من القيادة السعودية، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، حفظهما الله ، الذي جعل من تطوير الرياضة ركنًا أساسيًا في رؤية 2030. وتتجلى ثمار هذا الدعم في نتائج ملموسة: استضافة كبرى البطولات العالمية، تطوير البنية التحتية، استقطاب النجوم العالميين، ورفع كفاءة الكوادر الوطنية. وكل ذلك صنع بيئة احترافية هيأت للهلال وأندية سعودية أخرى أن تنافس وتنتصر على أعلى المستويات.
ختامًا ، اقول بأن فوز الهلال على مانشستر سيتي ليس نهاية القصة، بل بدايتها. إنه إيذان بمرحلة جديدة تُصبح فيها الأندية السعودية منصات للقوة الناعمة، وصوتًا حضاريًا يُعبّر عن روح المملكة الجديدة. فالهلال اليوم ليس مجرد فريق، بل رمز لصعود سعودي لا يعرف حدودًا، تحت راية قيادة تؤمن أن الرياضة وسيلة للتأثير، ورسالة للسلام، وطريق لمستقبل أكثر إشراقًا.

• أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود

د. تركي بن فهد العيار

أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى