
جدة – استقبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، اليوم في قصر السلام بجدة، فخامة رئيس جمهورية إندونيسيا برابوو سوبيانتو، حيث أقيمت مراسم استقبال رسمية لفخامته.
وتأتي الزيارة تأكيدًا لعمق العلاقات التاريخية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية إندونيسيا، التي تعد أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان، فيما تحتضن المملكة الحرمين الشريفين، وتجمع البلدين عضوية فاعلة في منظمة التعاون الإسلامي ومجموعة العشرين، فضلاً عن الروابط المتينة على المستويين الرسمي والشعبي.
وتُعد زيارة الرئيس الإندونيسي امتدادًا لمسار طويل من التعاون الوثيق، عززته زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – إلى إندونيسيا عام 2017، والتي فتحت آفاقًا جديدة للتعاون في شتى المجالات.
وشهدت العلاقات السعودية الإندونيسية تطورًا لافتًا على المستويين السياسي والاقتصادي، إذ أثمر التنسيق المشترك في أعمال اللجنة الوزارية المنبثقة عن القمة الإسلامية العربية برئاسة المملكة، في دعم التحرك الدولي لوقف الحرب على غزة، وأدى إلى اعتراف عدد من الدول الأوروبية بالدولة الفلسطينية.
وفي قطاع الطاقة، تُعد شركة أرامكو السعودية أكبر مورد للنفط والبنزين إلى إندونيسيا، بحصة سوقية تراوحت بين 25% و30% خلال السنوات الأربع الماضية، وبمتوسط إمدادات سنوية بلغ 11 مليون برميل، كما يواصل البلدان البحث في سبل التعاون في مجالات تقنية الطاقة.
وتأتي هذه الزيارة في وقت يتطلع فيه البلدان لتعزيز التعاون المشترك ضمن رؤية المملكة 2030، والاستفادة من المشاريع الكبرى التي أطلقتها المملكة، بما يعزز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، خصوصًا أن المملكة تُعد الشريك التجاري الأكبر لإندونيسيا في المنطقة، وبلغ حجم التبادل التجاري بينهما 6.5 مليار دولار بنهاية عام 2024.
وتُعد هذه الزيارة استكمالًا لمسار التعاون الذي تعزز بتوقيع اتفاقية مجلس التنسيق الأعلى السعودي الإندونيسي خلال زيارة الرئيس السابق جوكو ويدودو للمملكة في أكتوبر 2023، كما أن زيارة الرئيس الحالي برابوو سوبيانتو، عندما كان وزيرًا للدفاع في يونيو الماضي، ساهمت في مناقشة ملفات استراتيجية مهمة.
ويزور المملكة سنويًا أكثر من 221 ألف حاج من إندونيسيا، إضافة إلى مئات الآلاف من المعتمرين، الذين يُعرفون بانضباطهم والتزامهم، ما أكسبهم مكانة مميزة بين ضيوف الرحمن.
وتؤكد الزيارة، التي أُجريت وفق جدولها الزمني رغم التطورات الإقليمية الراهنة، حرص قيادتي البلدين على مواصلة التنسيق والتعاون الثنائي، بما يخدم المصالح المشتركة، ويعزز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي