الرياضية

لماذا أصر مدرب الهلال على ضم “ثيو هيرنانديز” رغم وجود لودي؟

أعلن نادي الهلال عن تعاقده رسميًا مع الدولي الفرنسي ثيو هيرنانديز قادمًا من إي سي ميلان الإيطالي في صفقة قوية تعكس طموحات “الزعيم” في الاستمرار على القمة محليًا وقاريًا. الصفقة التي بلغت قيمتها نحو 25 مليون يورو، مع عقد يمتد حتى يونيو 2028 وراتب سنوي يتجاوز 20 مليون يورو، تعد واحدة من أبرز صفقات الصيف الجاري في الدوري السعودي.

النشأة والتكوين: منتج مدرسة أتلتيكو مدريد

ولد ثيو في 6 أكتوبر 1997 بمدينة مارسيليا الفرنسية لأسرة كروية، وهو نجل المدافع السابق جان فرانسوا هيرنانديز وشقيق النجم الفرنسي لوكاس هيرنانديز. انطلقت مسيرته الكروية في أكاديمية أتلتيكو مدريد، قبل أن يخطف الأنظار خلال فترة إعارته إلى ديبورتيفو ألافيس (2016–2017) بفضل قوته البدنية وسرعته الهائلة على الرواق الأيسر.

المسيرة الاحترافية: تطور مستمر وتنوع تكتيكي

ثيو هيرنانديز لعب لأندية كبرى واكتسب تنوعًا تكتيكيًا عبر الدوريات الأوروبية الكبرى:

ديبورتيفو ألافيس (2016–2017، إعارة)

ريال مدريد (2017–2019)

ريال سوسيداد (2018–2019، إعارة)

إي سي ميلان (2019–2025)

الهلال السعودي (2025–الآن)

خلال هذه المسيرة، خاض تجارب فنية متنوعة تحت إدارة أسماء بارزة مثل زين الدين زيدان، ستيفانو بيولي، ديدييه ديشان، وسيموني إنزاغي، مما جعله لاعبًا متكاملًا يجيد الأدوار الدفاعية والهجومية على حد سواء.

أرقامه في ميلان: لغة الأرقام لا تكذب

في 6 مواسم مع ميلان (2019–2025)، خاض ثيو: 262 مباراة، سجل 34 هدفًا، قدّم 45 تمريرة حاسمة.

هذه الأرقام تجعل منه واحدًا من أكثر المدافعين تهديفًا في تاريخ النادي الإيطالي، حيث لُقّب بـ”الدبابة الهجومية” نظرًا لقدراته الاستثنائية في التحولات السريعة والمساهمة الهجومية الفعالة، وهي صفات نادرًا ما تُرى في ظهير أيسر تقليدي.

البطولات والإنجازات: نضج دولي وأوروبي

حقق ثيو بطولات عديدة، منها:

-مع ريال مدريد:

دوري أبطال أوروبا (2017–2018)

كأس العالم للأندية

كأس السوبر الأوروبي

-مع ميلان:

الدوري الإيطالي (2021–2022)

كأس السوبر الإيطالي (2025)

-مع منتخب فرنسا:

وصافة كأس العالم 2022

دوري الأمم الأوروبية (2021)

تؤكد هذه الألقاب أن اللاعب ليس فقط نجمًا فرديًا، بل عنصرًا فعالًا في المشاريع الجماعية الناجحة.

لماذا أراده إنزاغي بالاسم؟

سيموني إنزاغي يعرف ثيو جيدًا من فترته في الدوري الإيطالي، حيث واجهه مرات عديدة عندما كان مدربًا للاتسيو ثم لإنتر ميلان. اقتناع إنزاغي باللاعب ينبع من عدة عوامل:

ملاءمة لطريقة اللعب: يفضل إنزاغي اللعب بثلاثة مدافعين وخمسة في الوسط، مما يمنح ثيو المساحة الكاملة كـ”Wing Back” على اليسار – دور أبدع فيه مع ميلان.

تحولات هجومية قاتلة: ثيو من أفضل الأظهرة في أوروبا في التحول من الدفاع إلى الهجوم بفضل سرعته وقوته البدنية، وهو أمر حاسم أمام الفرق المتكتلة دفاعيًا في الدوري السعودي.

تنوعه التكتيكي: يمكنه اللعب كظهير تقليدي، أو جناح أيسر في 3-5-2، أو حتى كقلب دفاع على الجهة اليسرى، ما يمنح الهلال مرونة كبيرة تكتيكيًا.

ثيو هيرنانديز ليس مجرد ظهير أيسر؛ إنه سلاح هجومي ودفاعي متكامل، أتى إلى الهلال في أوج عطائه، وفي سن الـ27 حيث يكون اللاعب في قمّة نضجه الفني والبدني. اختياره من قِبل إنزاغي يعكس رؤية فنية عميقة ومشروعًا واضحًا يعتمد على الجودة لا الأسماء فقط.

لماذا لجأ إنزاغي إلى ثيو هيرنانديز رغم وجود لودي؟

-الاختلاف في الأدوار والأسلوب

ثيو هيرنانديز ظهير هجومي شرس، يُعتبر جناحًا إضافيًا في خطته، يمتلك قدرة هائلة على التقدم بالكرة، الاختراق، والتسجيل من خارج المنطقة.

أما رينان لودي، فرغم كفاءته الدفاعية، إلا أنه ظهير أقرب إلى الطابع التقليدي، أقل فاعلية تهديفية، وأقل جرأة في الدخول إلى العمق أو المناطق الخطرة.

إنزاغي يعتمد على الظهير في منظومته ليس فقط للعرضيات، بل كمصدر تهديد مباشر للمرمى، وهو ما يجيده ثيو باقتدار.

– الخبرة في المنظومة الإيطالية
إنزاغي يعرف ثيو هيرنانديز عن قرب من منافسات الدوري الإيطالي، حيث كان يواجهه بانتظام مع ميلان، وهو يدرك تمامًا كيف يوظفه بالشكل الأمثل.

وجود لاعب تحت السيطرة التكتيكية المسبقة يعزز من سرعة اندماجه في الفريق، بعكس لودي الذي جاء من بيئة مختلفة ويحتاج وقتًا للانسجام مع أسلوب إنزاغي.

الأرقام الحاسمة تصنع الفرق

ثيو هيرنانديز لعب طوال مسيرته 362مباراة، سجل 39 هدف وصنع 55 تمريرة حاسمة، على عكس لودي الذي لعب 281 مباراة، سجل 15 هدف، وصنع 31 طوال مسيرته.

ثيو يتفوق بشكل ساحق من حيث الإنتاج الهجومي، وهو ما يتماشى مع متطلبات الهلال الطامح للسيطرة هجوميًا على الخصوم في كل البطولات.

– التكامل وليس الإحلال

من المرجح ألا يكون ثيو بديلاً مباشرًا للودي، بل عنصرًا أساسيًا في خطط المداورة أو التغيير الخططي.

إنزاغي قد يستخدم ثيو كجناح في 3-5-2 أو حتى كظهير في خطة رباعية هجومية، بينما يستفيد من لودي في المباريات التي تتطلب ثباتًا دفاعيًا أكبر.

ووجود ثيو في الفريق يدفع الجميع – بمن فيهم لودي – إلى رفع مستواهم، مما يعزز التنافسية داخل التشكيل.

فمن المؤكد، أن إنزاغي لم يختر ثيو هيرنانديز لأنه لا يثق في لودي، بل لأنه يريد أداة هجومية متكاملة قادرة على تغيير شكل الفريق من العمق والأطراف، وتقديم الإضافة التهديفية التي يفتقر لها لودي. في عقل إنزاغي، ثيو ليس مجرد ظهير… بل هو عنصر خط وسط هجومي في الجهة اليسرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى