التقنية والإعلام الجديدالمحلية

المنتدى السعودي للإعلام.. من فعالية وطنية إلى منصة استراتيجية ترسم ملامح المستقبل الإعلامي في الشرق الأوسط

الرياض – عبدالله الذويبي – منذ انطلاقه في نسخته الأولى عام 2019، لم يكن المنتدى السعودي للإعلام مجرد تجمع مهني للمهتمين بالشأن الإعلامي، بل مشروعًا وطنيًا طموحًا صاغته المملكة برؤية عميقة لتتحول من خلاله إلى فاعل إقليمي وقائد عالمي في صناعة التأثير الإعلامي. واليوم، يقف المنتدى على أعتاب نسخته الجديدة في فبراير 2026، وقد رسّخ مكانته كـ منصة استراتيجية لإعادة تشكيل المشهد الإعلامي في الشرق الأوسط.

■ التحول من الداخل نحو العالمية

جاءت كل نسخة من المنتدى لتعكس تطورًا نوعيًا في رؤية المملكة للإعلام. فبينما انطلقت النسخة الأولى لتناقش تحديات الصناعة، سرعان ما انتقل المنتدى في نسخه اللاحقة إلى استشراف المستقبل، متناولًا محاور الذكاء الاصطناعي، الدبلوماسية الرقمية، وصناعة المحتوى، حتى بات اليوم مرجعًا مؤسسيًا يتقاطع فيه المحلي بالدولي، والتقني بالمهني.

النسخة القادمة التي تُقام تحت رعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وبتنظيم وزارة الإعلام، تأتي بالتزامن مع “معرض مستقبل الإعلام”، بمشاركة أكثر من 250 شركة محلية وعالمية، في مشهد يرسّخ ثقة القيادة في الإعلام الوطني، ويجسّد طموح المملكة لبناء صناعة إعلامية حديثة ومؤثرة.

■ صناعة التأثير.. لا مجرد تغطية

المنتدى لم يعد مساحة للنقاش فقط، بل تحول إلى أداة استراتيجية لصناعة التأثير، عبر تطوير السياسات الإعلامية، وتحفيز الكفاءات الوطنية، وربط الإعلام برؤية المملكة 2030 كأحد محركات التنمية المستدامة. كما بات المنتدى منصةً لصياغة الخطاب السعودي عالميًا، ومجالًا لتوسيع الشراكات الدولية مع كبريات المنصات الإعلامية.

وفي هذا السياق، أكد وزير الإعلام الأستاذ سلمان بن يوسف الدوسري أن المنتدى بات «منصة دولية مؤثرة انطلقت من الرياض لرسم رؤى جديدة تعيد تشكيل مستقبل الإعلام في المنطقة بقيادة سعودية ومشاركة دولية».

■ ما وراء الشكل.. عمق الرعاية الملكية

الرعاية الكريمة لخادم الحرمين الشريفين ليست دعمًا تنظيميًا فقط، بل دلالة استراتيجية على الثقة الملكية بدور الإعلام، وعلى قناعة الدولة بضرورة تمكين هذا القطاع كمصدر قوة ناعمة، ومجال استثمار معرفي.

ويُجسّد المنتدى هذا المعنى من خلال شعاره في نسخته المرتقبة:
“الإعلام في عالم يتشكّل”، حيث يعبّر عن التغيرات العميقة التي يشهدها القطاع، ويدعو إلى تطوير استراتيجيات مبتكرة تواكب التحولات، وتُعزز الحضور السعودي عالميًا.

■ وجهة الشرق الأوسط الإعلامية

لم يعد المنتدى مجرد فعالية سعودية، بل بات اليوم بوصلةً للأحداث الإعلامية في المنطقة، تستقطب الخبراء، والقيادات، والشركات التقنية، والمؤسسات الصحفية من مختلف دول العالم، في وقت تتسارع فيه تحولات المشهد الإعلامي.

من الورق إلى الذكاء الاصطناعي، ومن البث التقليدي إلى الواقع الممتد، يُجسّد المنتدى السعودي للإعلام رحلة إعلام سعودي واثق يسير بخطى مدروسة نحو المستقبل، ليس فقط ليواكب التغير، بل ليصنعه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى