المقالات

الماضي، الحاضر، المستقبل… في أي زمن تعيش ؟

في حياة كل إنسان، تتداخل ثلاثة أزمنة رئيسية: الماضي، الحاضر، والمستقبل. وكل شخص يختار أن يعيش جزءًا من وقته في أحد هذه الأزمنة،ولكن من المهم أن يدرك كيف يدير هذه الأزمنة بتوازن وكفاءة تحقق له النجاح وجودة الحياة ، ومن هذا المنطلق يمكن تقسيم الناس في إدارة الأزمنة إلى ثلاث مجموعات هي:-
المجموعة الأولى: هم الناس الذين يقضون معظم وقتهم في الماضي وهؤلاء غالبًا ما يظلّون أسيرين لأحداث الماضي، سواء كانت نجاحات أو إخفاقات، ذكريات جميلة أو أوجاع مؤلمة …فهم يفتقدون في كثير من الأحيان القدرة على التقدم، وينشغلون بما حدث، ويعطلون أنفسهم عن الاستفادة من الحاضر ، يميلون إلى الحزن والندم، والنظرة إلى الوراء بشكل مفرط، مما يعيق تطورهم الشخصي ويحد كثيرا من استمتاعهم بحاضر حياتهم .
المجموعة الثانية: وهم الذين يقضون معظم وقتهم في التفكير في المستقبل ، وهؤلاء دائمًا مشغولين بأحلامهم وتصوراتهم لما سيكون عليه حالهم في المستقبل سلبا أو إيجابا ويعايشون هذا الخيال بشكل مفرط ، وهذه المجموعة تنقسم إلى فئة حزينة خائفة متشائمة … وأخرى تعيش خيالات ، وأحلام وردية زائفة ، وكلا الفئتين يفتقدون متعة اللحظة الحالية، ويشعرون بالقلق أو التوتر بسبب مخاوفهم من القادم أو يعيشون وهم الأحلام الخيالية المفرطة التي تقعدهم عن تحقيق الإنجازات الحالية ، والرضا بالواقع والتعايش معه .
المجموعة الثالثة: هم الذين يقضون جل وقتهم في حاضرهم ، فهم يعيشون لحظتهم ويركزون على أهدافهم ويستمتعون بكل لحظات حياتهم يستمتعون بما يفعلون، ويعملون بجد، ويشعرون بالسعادة لأنهم يركزون على الآن، فيعطون لكل لحظة حقها من التركيز والإهتمام … يمتازون بالهدوء والسلام الداخلي والتقدير والإمتنان لأنفسهم ولكل من صنع لحظاتهم الجميلة ، إنهم الأكثر نجاحًا وسعادة، لأنهم يعيشون اللحظة بكل تفاصيلها ويستثمرون وقتهم ويديرونه بتوازن فعّال ، يجعلون جل وقتهم للحاضر بالعمل والإنجاز والاستمتاع بتفاصيل رحلة الحياة ، وقليل من الوقت – عند الحاجة – للتعلم من الماضي ، وأيضا قليل منه – عند الحاجة -للتخطيط للمستقبل …. توقف قليلا وراقب أفكارك وسلوكياتك .. وحدد في أي زمن تعيش ؟

د. محمد إبراهيم الزاحمي

مدير تعليم القنفذة سابقاً

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. مقال في منتهى الجمال
    والتقسيم صحيح لعلي أضيف ( الفئة المتوازنة ) التي تعيش بتوازن مستمر تستفيد من الماضي وتوظف الخبرات بمايحقق توازن المعيشة التي تربط بين الحالات الثلاث وتستطيع رسم اهداف بالاستفادة من الخبرات والنظرة المستقبلية بعين الواقع والقراءة الصحيحة للأحدث بما يحقق تصحيح رسم الهدف ونسبة واقعيته وإمكانية تحققه
    وهذه الفئة لها من العقلية التي تعمل بصفة مستمرة وفق الحاجة …. شكرا جزيلا دكتور محمد الراحمين على الطرح الجميل .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى