الأمان في الألعاب الترفيهية، والحاجة المستمرة إلى الصيانة الدورية الدقيقة، فقد فاجأتنا الأخبار بوقوع حادثة مروعة في أحد المتنزهات في مدينة الطائف، حيث انكسرت إحدى الألعاب الخطرة وسقطت وهي محمّلة بالركّاب، ذكورًا وإناثًا، ونجم عن ذلك إصابة ٢٣ شخصًا، ٣ منهم إصاباتهم بليغة.
وإن كان مثل هذا يحدث في عدد من بلدان العالم، فلا يمنع من وقفة مع هذا الحدث، فقد وقع على الرغم من تحذيرات سابقة بأن ألعاب هذا المتنزه تحتاج إلى صيانة.
فأين دور الجهات الرقابية التي يُفترض أن تقوم بجولات تفقدية دقيقة من قبل أشخاص متخصصين في مثل هذه الألعاب لتفقدها بشكل مهني صحيح، حمايةً للأرواح، ولكي لا تنقلب أفراحنا إلى أتراح؟
ويُعتبر التصرف الذي تم بتشكيل لجنة تحقيق تصرفًا سليمًا، ولكن أتمنى أن يشمل التحقيق أيضًا الجهة الرقابية، وخصوصًا الشخص المشرف المباشر على رقابة هذه الألعاب.
والمتبع أن الدفاع المدني هو الذي يعطي التصريح بالتشغيل، بناءً على ملف تُقدّمه الشركة المشغلة للموقع، يتضمن ملفًا كاملًا عن سلامة كل لعبة، مع تقرير فني من شركة هي الجهة المخوّلة لإعطاء تقرير عن الألعاب وأهليتها، خصوصًا الألعاب الكهربائية، وعن موديلاتها، والمكان الذي تُركّب فيه، والسعة.
وقد انتشر مقطع عن الحادثة، ويُلاحظ فيه هروب إحدى العاملات بعد سقوط اللعبة من مكان الحادث وهي مرعوبة، وهذا يدل على ضعف التهيئة والتدريب لمن يتولّون العمل في مثل هذه الألعاب الخطرة.
فتأهيل وتدريب مشغل الألعاب الخطرة يُفترض أن يكون مختلفًا عن مؤهلات وتدريب بائع التذاكر مثلًا. فيجب أن يكون قد اجتاز دورة تدريبية جادة في الإسعافات الأولية، ودورة في مواجهة المخاطر والأزمات.
فليت أن تُضم هذه المهارات إلى شروط التوظيف، أو تكون هناك دورات تأهيلية في هذا المجال قبل مباشرة مثل هذا العمل، وعدم الاعتماد على العمال الموسميين لتقليل التكاليف على المستثمر. فالموظفة الموجودة وغيرها قد يكونون في وظائف موسمية، يُشغّلون وقت الموسم فقط، وبدون أي تدريب أو أي مهارة، للأسف.
ومن هنا أشكر صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نهار بن عبدالعزيز، محافظ الطائف، على زيارته للمصابين، وتوجيهه بالتحقيق فورًا، وتقديم نتائج التحقيق في أسرع وقت






