في زمن تتسارع فيه الأخبار وتتكدّس الصور، نادرًا ما تُحدث صورة واحدة كل هذا الأثر. لكنها لم تكن صورة عادية، بل كانت لحظة حوار خاص نُشر على العلن بين أمير منطقة عسير الأمير تركي بن طلال، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان لحظة حملت معها ما هو أكبر من الكلمات.
في تلك المحادثة، كتب ولي العهد تعليقًا مختصرًا على التصميم الجديد لمطار أبها:“فوستر عظيم… هذا مطار يليق بأبها”. جملة واحدة لكنها كشفت ذائقة قائد يلتقط الجمال في التفاصيل، ويُقدّر الإبداع، ويتحدث من موقع المسؤولية والحُلم معًا (فنحن نحلم لنحقق).
كان المشهد أقرب إلى رسالة: هذه هي السعودية الجديدة، التي تبني وتُعلي شأن مدنها من أقصى الشمال إلى الجنوب. لكن ما حدث بعد ذلك كان لافتًا فلم يمر وقت طويل حتى تحوّلت صورة المحادثة التي تظهر فيها صورة ولي العهد إلى رمز رقمي وطني. حيث بدأ السعوديون أفرادًا ومؤسسات بتعيينها كصورة لحساباتهم في واتساب وتويتر، دون توجيه، ودون حملة إعلامية فقط إحساس جمعي واحد: هذه الصورة تمثّلنا.
اللافت أن هذا التفاعل لم يكن مفتعلاً، بل صادقًا وعفويًا، وكأن الناس أرادوا أن يقولوا: “نحن لا نتابع قيادتنا من بعيد… بل نعيش رؤيتها، ونضعها في الواجهة.” في عالم يتشكل رقميًا، أصبحت الصورة لغة، وأصبح الرمز أقوى من الشرح، ومع صورة الأمير التي جاءت في محادثة واتساب عبّر السعوديون ودون أن يقولوا عن فخرهم بقيادة تنظر للمدن بعين شاعر ومهندس معاً، وتحاور مسؤوليها كما يحاور الأب أبناءه، وتُشرك الجميع في التفاصيل التي تصنع الغد.
همسة:
هذا هو عمق رؤية السعودية 2030، التي لا تكتفي بالأهداف الكبرى، بل تؤمن أن النهضة تبدأ من التفاصيل من مطار في الجنوب، ومن ذائقة في التخطيط، ومن صورة في محادثة تعبّر بكل تأكيد عن وطنٍ يبنيه قائده بكل شغف.





