الثقافيةالمحلية

«خالد بن محراك»: الشعر حاضر.. لكن المال يتحكم بالمسابقات

قال: بدأت شاعراً من الصفوف، وأصبحت اسماً لا يُنسى

تألق الشاعر «خالد بن محراك الزهراني» كأحد الأسماء اللامعة بين شعراء العرضة الجنوبية، حيث استطاع بمهارة دمج تراث الماضي مع إبداع الحاضر، وعلى الرغم من حداثة مسيرته الشعرية، لكن ظل متمسكاً بأصوله القبلية، مستلهماً من عبقريات شعراء كبار ساهموا في تشكيل مسيرته التي لم تكن بدايتها مجرد صدفة، وقد نالت قصائده إعجاب جمهور العرضة في شتى المناطق، ونجحت في مخاطبة ذائقتهم الشعرية، وذلك بفضل حضوره المميز في الحفلات وكلماته التي تعكس حباً وشغفاً بالشعر.

وفي تعليقه على مشاركاته في المسابقات الشعرية، أوضح الشاعر «خالد بن محراك الزهراني» أن الموهبة الشعرية –رغم أهميتها– لا تكفي وحدها لتحقيق الفوز في المسابقات، بل إن الدعم المادي يعد عاملاُ حاسماً في الوصول إلى الفوز، وأبدى تمسكه بأصالة فن العرضة الجنوبية، مشيراً إلى أن التطوير فيها يجب أن يقتصر فقط على الألحان، بينما يبقى باقي مكوناتها جزءاً من الموروث الثابت، واستعاد «الشاعر خالد»، لحظات البدايات في مسيرته الشعرية، وذكر أن من أصعب المواقف التي مرّ بها كانت مواجهة الشاعر الكبير عبدالله البيضاني في إحدى حفلات العرضة سابقاً.

وبينما يظهر إبداعه الشعري، ويثبت اسمه بين شعراء الساحة، نتناول في حواره مع «صحيفة مكة الإلكترونية» أهم النقاط التي تناولها حول مسيرته ورؤيته لشعر العرضة الجنوبية، كما يتحدث الشاعر «خالد بن محراك الزهراني» عن المواضيع المتنوعة التي تشهدها الساحة، بالإضافة إلى التحديات الشخصية التي يواجهها، والفرص المتاحة للشعراء الشباب في ظل التطورات السريعة.. فإلى نص الحوار:

1. متى كانت سنة تاريخ بدايتك الفعلية في ميدان العرضة كشاعر؟

التجربة الفعلية في ميدان العرضة كشاعر كانت سنة 1437هـ، ولكن لي مشاركات قبلها محدودة، وبفضل الله كانت الخطوة الأولى ثابتة.

2. ما الذي جذبك إلى ساحة العرضة الجنوبية دون غيرها من الفنون؟
العرضة فن عظيم وموروث الأجداد، والجاذب الرئيسي لها –والذي أعتبره وقود العرضة– هو صفوفها وجمهورها.

3. كيف ساهمت بيئتك العائلية أو القبلية في تكوينك الشعري؟
البيئة والعائلة والقبيلة من محبّي الشعر، وهذا سبب رئيسي لكسر حواجز كثيرة حتى وصلت إلى مرحلة تمكنت فيها من صياغة القصائد بشكل محترف.

4. من هم الشعراء الذين تأثرت بهم في بداياتك؟
عيضة بن طوير -رحمه الله- وعبدالله البيضاني وعبدالواحد بن سعود؛ هؤلاء الثلاثة جعلوني أحب شعر العرضة، أما بالنسبة للقلطة، فمسيرة الشاعر القدير إبراهيم الشيخي أثرت فيني كثيراً، وجعلتني أدخل هذا المجال.

5. كيف كانت بدايتك في الميدان؟ هل بدأت كشاعر من الصفوف؟
كحال معظم شعراء العرضة، كانت بدايتي من الصفوف، حيث كنت أحد المحبين لشعر العرضة ومتابعيه بشغف، ومن هناك بدأت رحلتي الشعرية وتدرّجت حتى أصبحت أحد المشاركين فيه كشاعر.

6. كيف كانت ردة فعل الجمهور في أول ظهور لك؟
كانت ردة فعل الجمهور في أول ظهور لي مشجعة وتثلج الصدر، وقد منحتني دفعة معنوية كبيرة للاستمرار وتقديم الأفضل.

7. ما أصعب موقف مررت به في بداياتك في ساحة العرضة؟
من أصعب المواقف التي مررت بها في بداياتي كان لقائي بالشاعر عبدالله البيضاني في إحدى الحفلات؛ فقد كان موقفاً صعباً جداً بالنسبة لي، لكنه في الوقت ذاته منحني الكثير من الثقة وأسهم في صقل موهبتي الشعرية.

8. هل واجهت انتقادات أو تحديات بسبب حداثة تواجدك في الساحة؟ 
البدايات دائماً صعبة، وفيها انتقادات كثيرة، بعضها هدام وبعضها بنّاء، ولكن بالنسبة لي أعتمد على النقد الذاتي، وأعتبره هو المقوّم الحقيقي لأي مشروع، على قول المثل (الإنسان أدرى بنفسه).

9. كيف تصف أجواء ساحة العرضة اليوم مقارنة بما تسمعه عن الماضي؟
العرضة تعيش أياماً ذهبية الآن بفضل وجود الإعلام والدعم الكبير، بينما الجيل القديم كان ينقصه ذلك الدعم.

10. هل تجد أن الشعراء الشباب يحصلون على فرص حقيقية للبروز؟
البروز بالنسبة للشعراء الشباب أصبح تحدياً كبيراً، فالساحة ممتلئة بالأسماء والفرص محدودة، مما يجعل المنافسة صعبة ويحتاج الشاعر لبذل جهد مضاعف ليثبت نفسه ويصل للجمهور.

11. ما رأيك في تطور العرضة الجنوبية؟ وهل تؤيد التجديد فيها؟
العرضة الجنوبية موروث عريق يصعب تغييره، ولا أرى مجالاً للتطوير فيها سوى في جانب الألحان فقط، أما ما عدا ذلك من عناصرها فهو من الأساسيات التي يجب الحفاظ عليها كما هي.

12. هل الشيلات لها تأثير سلبي على العرضة الجنوبية؟
ستكون العرضة الجنوبية باقية ومستمرة ولن تتأثر سلباً بالشيلات، بل على العكس أصبحت الشيلات جزءاً من أجواء الحفلات، حتى بوجود الزير، وأسهمت في إحياء الحفلات وإضفاء طابع مختلف دون أن تمس جوهر العرضة.

13. هل يستطيع الشاعر الظهور بدون دعم قبيلته؟
الظهور ممكن لأي شاعر حتى دون دعم قبيلته، لكن الاستمرارية والنجاح على المدى الطويل يتطلبان بلا شك وقوف القبيلة إلى جانبه، لذلك من المهم أن يسعى الشاعر لكسب دعم قبيلته، وعلى القبيلة أيضاً أن تدعم شاعرها وتفتخر به.

14. كيف ترى مستقبلك في العرضة خلال السنوات القادمة؟
أرى أن المستقبل بإذن الله زاهر ومبشّر، خاصة مع ما ألمسه من تطور في الحضور وتزايد القبول من الجمهور، وهي مؤشرات تدعو للتفاؤل ولله الحمد.

15. هل تفكر في توثيق تجربتك شعرياً عبر ديوان أو محتوى مرئي؟
سبق وقد عُرض عليّ من أحد الإعلاميين البارزين في المنطقة إعداد ديوان إلكتروني، لكنني أرى أن الوقت لا يزال مبكراً للانطلاق في مثل هذه الخطوة، وأفضل مواصلة تطوير مسيرتي الشعرية قبل التوثيق.

16. هل شاركت في مسابقات شعرية؟ وما أثرها على مستواك الشعري؟
نعم، شاركت في مسابقة شعر القلطة واكتسبت منها خبرات قيمة، وكان لي حضور قوي، وقد وصلت إلى مراحل متقدمة، وحصلت على إشادات من شعراء القلطة الكبار، لكن تحقيق الفوز في هذه المسابقات يعتمد على عدة عوامل، من أبرزها الدعم المادي لتتويج الشاعر الفائز، حيث إن الموهبة الشعرية وحدها لا تكفي.

17. كيف تصف تجربتك مع محاورة القلطة والتعامل مع شعرائها؟
بصراحة تجربتي مع محاورة القلطة كانت ممتازة ولاقَت قبولاً واسعاً، فقد شاركت مع مجموعة من شعراء الملعبة، وما زلنا نطمح لتحقيق المزيد والتطور في هذا المجال العريق.

18. أي الفنون أقرب إليك: العرضة أم النظم أم القلطة؟ وما الأصعب؟
لدي مشاركات فعّالة في كل مكان يتواجد فيه الشعر، وأقربها إلى قلبي هو موروث الآباء والأجداد (العرضة)، أما عن الصعوبات، فالشعر بطبيعته ليس سهلاً، ولكن أصعب نوع بالنسبة لي هو شعر النظم.

19. ما الرسالة التي توجهها للشعراء الشباب الراغبين في دخول هذا الميدان؟
أوجه للشعراء الشباب رسالةً مفادها: إذا كانت لديك الإمكانيات والرغبة، فما عليك إلا أن تقوّي عزيمتك وتثق بنفسك لتخطو بثبات نحو النجاح في هذا الميدان.

20. ماذا قدّم لك الشعر؟ وماذا قدّمت أنت للشعر؟
الشعر قدّم لي معرفة الناس والقبائل والمكانة الاجتماعية، أما بالنسبة لما قدمته أنا للشعر، فأرى أني ما زلت لم أقدّم شيئاً، لكن هناك بحراً جديداً من بحور الشعر لم يُطرق سابقاً، وقريباً سيرى النور بإذن الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى