
في عالم الشيلات، يتألق اسم المنشد «عمر العويفي» أحد الأصوات القادرة على صنع أثرها بوضوح وثبات، فهو ليس مجرد منشد يشارك في حفلات الأفراح والمناسبات، بل فنان يمتلك القدرة على رسم بصمة فريدة، وخلق تجربة متميزة في كل شيلة يقدمها، فقد تميز «العويفي» بعمله الفني، وحسن اختياره للألحان، وصوت يجمع بين الإحساس العميق والخبرة الواسعة، مما جعله أحد الأسماء التي تتمتع باحترام الجمهور واهتمام المتابعين له. ومع كل ظهور جديد له، يتضح أن موهبته ليست وليدة الصدفة، بل هي نتائج رؤية واضحة وشغف حقيقي بالشيلات التي يقدمها، متجدداً بروح تعكس حبه العميق لهذا المجال..
من خلال إجاباته، يتجلى «العويفي» بشفافية ووعي عميق بمسيرته، حيث يعترف بالتحديات التي واجهها في بداياته، ويتحدث بثقة كبيرة عن التطور الذي رافقه في مسيرته خطوة بخطوة. وأكد أن الدعم الأسري كان حجر الزاوية في نجاحه، وأن التميز لم يكن وليد الصدفة، بل نتائج اختيارات مدركة وروح متجددة لا تعرف التوقف. كما أشار «العويفي» إلى أن نجم شهرته بدأ يسطع خلال العامين الماضيين مع انتشار مقاطع الفيديو الخاصة به، وأقر بأن النقد البناء كان أحد المحفزات الأساسية لنجاحه، وأن التكرار الذي أثار انتباهه دعاه إلى إعادة صياغة شغفه بالشيلات، وأفصح عن مشاريع جديدة تتجاوز نطاق حفلات الزفاف، موضحاً أن الشيلة اليوم لم تعد مجرد لون تقليدي، بل أصبحت ساحة واسعة للإبداع، متى ما اجتمعت الأصالة مع الصدق.
ويدخل «العويفي» هذا الحوار كفنان يدرك موقعه بدقة، ويحدد وجهته بوضوح. ويتحدث بصوت مليء بالثقة والهدوء، ويقدم إجابات تعكس صدقه، وعمق تجربته بالشيلات وتحدياتها، بين ماضيه الذي شكل انطلاقته وحاضره الذي يعكس تطوره، والمستقبل الذي يستعد له بأعمال فنية مبتكرة، ويفتح لنا نافذة على تفاصيل مسيرته، ويكشف عن ملامح شخصيته الفنية والإنسانية.. فإلى نص الحوار:
1. حدثنا عن نفسك بعيداً عن أضواء الشيلات؟
أنا عمر بن محمد العويفي الزهراني، موظف في شركة خاصة بمدينة جدة، والحمد لله متزوج وأب فخور لثلاثة أطفال: محمد، صبا، وليث حفظهم الله، وأسعى دائماً لإيجاد توازن يضمن عدم القصور بين مسؤولياتي الشخصية والحياة العائلية.
2. متى شعرت أن الشيلات هي طريقك الحقيقي؟
منذ نعومة أظافري وأنا أحب هذا المجال، ومع مرور الوقت أدركت أن الشيلات ليست مجرد هواية، بل شغف حقيقي ينبع من داخلي ويعكس شخصيتي. كل لحظة تسجيل لأي شيلة تؤكد لي أن هذا هو الطريق المناسب لي، فهو يمنحني الفرصة للتعبير عن نفسي بطريقة فنية أصيلة ومميزة.
3. ما أبرز تحدي واجهته في بداياتك؟
كان التحدي الأكبر بالنسبة لي إثبات نفسي وسط الكم الكبير من المنشدين في الساحة، إذ كان من الصعب لفت الأنظار وإيجاد صوت مميز. لكن بالإصرار والمثابرة والممارسة المستمرة، استطعت أن أترك بصمتي الخاصة، وأبدأ في بناء قاعدة جماهيرية قوية ومسيرة ناجحة في هذا المجال.
4. ما دور أسرتك ومحيطك في دعمك؟
الحمد لله، الدعم من أهلي ومحيطي كان ممتازاً جداً، وتشجيعهم المستمر ومساندتهم لي في كل خطوة أعطاني الثقة بنفسي، كما أنهم كانوا دائماً مصدر إلهام ومتابعة صادقة لما أقدمه من أعمال.
5. كيف تطوّر مستواك الفني مع الوقت؟
بالنسبة لي، التطوير يأتي من الممارسة المستمرة والتجربة العملية، فأنا كلما غنيت وسجلت أعمالاً جديدة يتحسّن أدائي، وزادت خبرتي الفنية، مما ساعدني على تطور مستواي أعمالي مع الوقت، والوصول إلى ذائقة أوسع ومتعدد الاهتمامات.
6. متى شعرت أن اسمك بدأ يبرز في الساحة؟
خلال السنتين الماضيتين، بدأت ألاحظ أن مقاطعي على وسائل التواصل الاجتماعي تحظى بانتشار واسع، وبدأ الجمهور يتعرف على أسلوبي الخاص، وذلك الأمر منحني حافزاً أكبر للاستمرار وتقديم أعمال أكثر تميزاً وإبداعاً.
7. بماذا تميز نفسك عن باقي المنشدين؟
أتميز بألحان جديدة لم يسبق لأحد غنائها، وأضع لمستي الخاصة في كل شيلة، وهذا الاختلاف في التلحين والإحساس بالأداء يجعل أعمالي متفردة، ويمنحها طابعاً خاصاً يلفت انتباه الجمهور، ويجعلني أترك بصمة واضحة بين زملائي في الساحة.
8. هل ندمت على تقديم شيلة معينة؟ ولماذا؟
نعم، هناك شيلة شعرت أنها لم تكن على المستوى المطلوب، وفضلت عدم ذكرها، ومع ذلك مثل هذه التجارب تعلمت منها الكثير حول اختيار القصائد، واللحن المناسب، وفهم الجمهور المستهدف، مما منحني درساً قيّماً ساعدني على تجنب تكرار شيلات قد أندم عليها، وتحسين جودة أعمالي المستقبلية.
9. هل هناك عمل شعرت أنه لم يحصل على حقه الكامل؟
بالتأكيد، هناك بعض الأعمال التي شعرت بأنها لم تحظَ بالاهتمام الذي تستحقه، ولا أعلم إن كان السبب في ذلك يعود إلى التسويق أم لتوقيت نشرها، ومع ذلك هذا لا يمنعني من الحرص في تقديم الأفضل، حتى تحظى جميع أعمالي بالاهتمام الذي تستحقه.
10. من المنشد الذي يعجبك مستواه ولماذا؟
هناك العديد من المنشدين الذين أعجبني مستواهم، ومن أبرزهم خالد الحميدي وماهر الوزاب وريان العاصمي، حيث يتميزون بإبداع فريد في الأداء وتنوع في الألحان والأفكار، وأتابع أعمالهم دائمًا للاستفادة من خبراتهم الفنية.
11. هل يغطي دخلك من الشيلات حالياً تعبك وجهدك؟
الحمد لله، يغطي دخلي جهدي بشكل جيد، ويعكس تقدير الجمهور لأعمالي التي تتميز دائماً بالطابع المميز والأداء المتفرد، وذلك توفيقاً من الله وخيره.
12. هل سبق أن قدمت عملاً من باب المجاملة؟
نعم، أحياناً أشارك في أعمال لشخصيات أو مناسبات للمجاملة، وهذا جزء من الحياة الفنية التي تتطلب مرونة وتقدير العلاقات الاجتماعية.
13. لو اضطررت لترك الشيلات، ما سيكون بديلك؟
أفكر في العمل الحر، الذي يمنحني حرية أكبر واستقلالية في إدارة وقتي وأعمالي، مع إمكانية الاستفادة من خبرتي الفنية في مجالات أخرى متعلقة بالإبداع والتواصل.
14. لماذا لا نشاهد لك أعمالاً كثيرة خارج محيط الزواجات؟
في الواقع، بدأت مؤخراً بالتحضير لأعمال مختلفة تماماً عن الزواجات منذ شهرين، ولدي شيلتان جديدتان غير معلن عنهما بعد، وحالياً هما في مرحلة الإنتاج والتعديل، وسينطلقان قريباً لتوسيع نطاق أعمالي الفنية، وتجربة أنواع جديدة من الشيلات.
15. هل هناك شخص لا تود أن يسمع أداءك أبداً؟
لا، لا يوجد أحد لا أود أن يسمع أدائي، وأحب أن يصل عملي إلى كل من يقدر الفن ويستمتع به، وبصراحة أؤمن بأن كل مستمع يستحق فرصة الاستماع إلى الشيلات بشكل صادق.
16. هل تعتقد أن شهرتك حالياً تعكس مجهودك بالكامل؟
مجهودي الحالي يعكس جزءاً كبيراً من أعمالي، لكن ما زال أمامي مجال للتطوير والتعلم، والشهرة هي نتيجة توفيق من الله ثم جهدي المستمر.
17. هل مرّ عليك وقت جعلك تفكر بترك المجال؟
لا، لم أفكر يوماً في ترك الشيلات، فالشغف ما زال حاضراً، وحب هذا المجال هو الدافع الأكبر للاستمرار فيه رغم التحديات كلها.
18. ما أكثر نقد أثر فيك، وجعلك تعيد النظر في مستواك؟
النقد الأكثر تأثيراً عندما قيل لي أن بعض أعمالي تحمل شيئاً من التكرار، وقد تعاملت مع هذه الملاحظة بجدية، وبذلت جهداً كبيراً في البحث عن التجديد والتنوع لضمان أن يكون لكل شيلة أقدمها بصمتها الخاصة.
19. ما أصعب موقف محبط واجهته مع جمهور الشيلات؟
الحمد لله، لم أواجه موقفاً محبطاً مع جمهوري يترك أثراً سلبياً، على العكس وجدت منهم دعماً وتقديراً يستحق الشكر،
20. برأيك، هل الشيلات اليوم تعتمد أكثر على الصوت أم على التسويق؟
الأمر يعتمد على الاثنين معاً، فالصوت المميز يجذب الجمهور، لكن التسويق الفعال يمنح العمل الانتشار المطلوب، ويحقق نجاحاً أكبر، لذلك التوازن بين الأداء والتسويق هو السر.
21. هل تلاحظ أن أعمال المنشدين أصبحت مكررة؟
نعم أرى ذلك، والتجديد أصبح ضرورة للمنشدين، فالتكرار يضعف تأثير العمل، ويحد من الاستمرار في هذا المجال، لذلك من المهم الحرص على تنويع الألحان وتطوير الأداء للحفاظ على حيوية الشيلة وقيمتها الفنية.
22. يقال إن الشيلات تقدم للجمهور بقصائد بلا معنى… ما ردك؟
لا أتفق مع هذا الرأي، فهناك شيلات عديدة تحمل معانٍ مؤثرة، وأخرى تلهم وتلامس المشاعر، والشيلة ليست مجرد كلمات، بل رسالة ومشاعر.
23. كيف تعلق على من يرى أن الشيلات دخيلة على العرضة الجنوبية؟
الشيلات قد تكون دخيلة، لكن ليس على العرضة الجنوبية، فقد أصبحت فناً متفرداً له جمهوره ومحبيه، واليوم هناك من يستمتع بها، ويقدرها كجزء من المشهد الفني الحديث، دون أن تؤثر في الموروث الأصلي.
24. هل سبق أن حاولت التعاون مع شعراء كبار مثل عبدالله البيضاني، عبدالواحد، محمد بن حوقان، إبراهيم الشيخي؟
نعم، وقد حصلت على تصريح من الشاعر البرفيسور عبدالواحد الزهراني لاستخدام جميع قصائده السابقة، وقريباً سأقدم عملاً للشاعر أحمد الدرمحي كونه صديقاً مقرباً، كما تواصلت عبر أصدقائي مع الشاعر الدكتور إبراهيم الشيخي والاتفاق على تقديم عمل فني، وسيكون لنا تعاون مع شعراء غيرهم بإذن الله قريباً، لتقديم أعمال فنية مميزة للجمهور.






