
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، تعيش عائلة الزهراني وأهالي جدة لحظات عصيبة وموجعة، بعد الحادثة الأليمة التي راح ضحيتها الشاب الغواص وسام منصور الزهراني، في رحلة غوص مأساوية قبالة شاطئ أبحر شمال محافظة جدة.
وكان وسام، وهو غواص محترف ومتمرس، قد شارك في رحلة غوص عصر الأحد الماضي برفقة اثنين من زملائه، أحدهما عمار ابن خالته، حيث نزل الثلاثة للغطس في البحر المفتوح. وبعد انتهاء الغطسة الأولى، خرج الجميع إلى الشاطئ للاستراحة.
وفيما قرر عمار مغادرة المنتجع بعد الاستراحة، عاد وسام وصديقه فهد عرفات إلى البحر لخوض غطسة ثانية، إلا أن الغطسة هذه المرة كانت الأخيرة، حيث لم يصعد أي منهما إلى السطح بعدها.
وبعد جهود بحث متواصلة، تم العثور على جثمان فهد عرفات في اليوم التالي، وقد فارق الحياة، وعلى جسده آثار تشير إلى احتمال تعرضه لهجوم من كائن بحري مفترس، فيما لا تزال عمليات البحث جارية عن وسام الزهراني لليوم الرابع على التوالي.
كما تم العثور على جزء من سترة الغوص الممزقة، إلى جانب نظارة الغوص وأسطوانة الهواء، دون العثور على باقي المعدات أو الجثمان، ما أثار قلق العائلة وزاد من غموض الموقف وتعقيده.
وتقود فرق حرس الحدود بمحافظة جدة، بقيادة العقيد المهندس ماجد الجحدلي، عمليات بحث واسعة النطاق، بمشاركة غواصين محترفين ومتطوعين، وباستخدام أجهزة وتقنيات متطورة لمسح المنطقة تحت الماء.
وفي تصريح خاص، قال الإعلامي المعروف صالح العمودي، خال وسام:”نعيش صدمة قاسية، لكننا مؤمنون بقضاء الله. وسام لم يكن غريبًا عن البحر، بل محترفًا يحمل كل أدوات السلامة. نجهل ما حدث تحت الماء، لكنه في علم الله وحده.”
ومع استمرار الترقب والحزن، تجدد هذه الحادثة النقاش حول أهمية تطوير وسائل السلامة والتأمين في رحلات الغوص، وتحسين قدرات الاستجابة والبحث في مثل هذه الظروف.
رحم الله وسام وفهد، وأسكنهما فسيح جناته، وألهم أهلهما الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.






