
بعيدًا عن الحماس، والضغوط، والتصفيق، وفي ركن هادئ لكنه عميق في كأس العالم للرياضات الإلكترونية بالرياض، وُلد جناح “لاق” بفكرة مختلفة: ليس عن كيف تلعب، بل كيف تشعر.
هنا، تجاوزت المبادرة حدود الأزرار والمنافسة، لتدخل إلى عوالم القلق، التوتر، والضغوط التي يعيشها اللاعب خلف الكواليس.
مبادرة “لاق”، التي يقف خلفها طلاب وطالبات من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، جاءت بإشراف عام من د. ظافر القحطاني، وإشراف أكاديمي من د. معتز العتيبي، وأسّستها الطالبة رهف المطيري، بالشراكة مع فيصل الفلاج.
اختار الفريق تحويل كلمة “لاق” – المألوفة في قاموس اللاعبين كرمز للانقطاع – إلى رسالة وعي واحتواء: Let Anxiety Go – دع القلق يمضي.
ومن خلال تجربة الواقع الافتراضي “VR Mood”، يعيش الزائر لحظات حقيقية من توتر اللاعب، محاطة بمؤثرات سمعية وبصرية دقيقة، ليفهم ماذا يعني أن تكون “وراء الشاشة”.
بينما تفتح لعبة “Two Generations, One Game” مساحة للقاء العائلي، حيث يخوض الآباء والأبناء تجربة لعب مشتركة، يتبعها كتيب إرشادي ذكي يعيد توجيه الشغف نحو بيئة صحية وآمنة.
ولأن التوعية وحدها لا تكفي، أطلق الفريق خدمة “إسعاف لاق”: استشارات نفسية فورية ومجانية، تُقدَّم عن بُعد من مختصات مرخصات في الطب النفسي الرياضي، مع إمكانية إيصال الدعم للاعب داخل البطولة في حال تعذر حضوره.
تقول رهف المطيري، المؤسسة والمشرفة على الجناح:
“كنا نبي نصنع مساحة يفهم فيها اللاعب نفسه، ويعرف إن شعوره طبيعي، وإنه مسموع، حتى لو ما قال شي.”
الزوار خاضوا كذلك تجربة اختبار “ماتشي Matchy”، الذي يعرّفهم على أنماط شخصياتهم ويقترح لهم اللعبة الأنسب من بين ألعاب البطولة، في قالب يجمع الترفيه بالمعرفة الذاتية.
أما ركن “خرافة أم حقيقة”، فكان مساحة لحوار جريء حول العبارات الشائعة عن الألعاب مثل: “الألعاب تصنع العنف” أو “اللاعبون بلا عاطفة”، مع محتوى علمي رصين يعيد تشكيل وعي مجتمعي أكثر نضجًا وتفهمًا لعالم اللاعبين.
“لاق” لم تكن مجرد مشاركة طلابية في بطولة عالمية، بل كانت رسالة:
وراء كل لاعب، إنسان يستحق أن يُفهم.






