
في مشهد إعلامي يتغير بوتيرة متسارعة، لم تعد القدرة على البقاء كافية، بل أصبح من اللازم أن تمتلك الصحيفة أدوات التميّز والتأثير والاستباق. من هذا المنطلق، جاءت إشادة الكاتب القدير علي مدهش – نائب رئيس تحرير صحيفة عكاظ السابق – لتُسلّط الضوء على واحدة من أبرز التجارب الرقمية السعودية: صحيفة مكة الإلكترونية، التي يراها “منافسًا قويًا” في ساحة الإعلام الجديد، وصاحبة “رأي قوي ومهنية عالية”.
*ولادة استثنائية خارج رحم الورق*
يصف الأستاذ علي مدهش تجربة صحيفة مكة الإلكترونية بأنها استثنائية بكل المقاييس، فهي لم تأتِ كامتداد لصحيفة ورقية، بل وُلدت خارج إطار التقليد، ونجحت في ترسيخ اسمها كمنصة إخبارية منافسة في زمن رقمي معقد، بقوله:
“صحيفة سعودية وُلدت خارج نطاق الصحف الورقية، وهذا إنجاز استثنائي يُحسب للأستاذ عبدالله الزهراني.”
هذا الاعتراف الصريح بأهمية النشأة ومكانة القيادة، يحمل في جوهره تقديرًا عاليًا للجهد والتخطيط الذي جعل من “مكة الإلكترونية” مؤسسة رقمية تقف بثبات بين الكبار.
*عبدالله الزهراني… شمّ الصحافة المبكر وذكاء التحول*
لم تكن الإشادة مقتصرة على الكيان، بل تعدّت إلى الشخصية الصحفية التي تقف خلف هذا التميّز، حيث عبّر الكاتب مدهش عن إعجابه برئيس التحرير الأستاذ عبدالله أحمد الزهراني، واصفًا إياه بـ”الطالع من عروق شجرة الصحافة الإلكترونية”، وبأنه يمتلك حاسّة شم صحفي مبكرة جعلته يُدرك مبكرًا “مآلات الصحافة الورقية قبل أفولها”، فانحاز إلى الرقمنة مبكرًا، وكان من أوائل من زرعوا شجرة الصحافة الرقمية في المملكة.
وما بين الطموح والموهبة، يؤكد مدهش أن الزهراني حقق درجة عالية من “الإجادة التنافسية” عبر قيادته لصحيفة مكة، معززًا موقعها في السبق الصحفي الرقمي، ومواكبتها للتقنيات الحديثة، وفي مقدمتها صحافة الذكاء الاصطناعي.
في إشادته، يشير علي مدهش إلى خطوة جريئة اتخذتها إدارة تحرير الصحيفة، وهي تفعيل أدوات الذكاء الاصطناعي في معالجة الأخبار وصناعة المحتوى، واصفًا ذلك بأنه “تقدُّم جريء يُسجّل لها”، وهو ما يضع “مكة الإلكترونية” ضمن التجارب الصحفية القليلة التي تقود خط الابتكار في الإعلام السعودي، دون أن تفقد قيمها في الموضوعية والمصداقية.
يشدد الكاتب القدير على نقطة محورية في تميّز الصحيفة، وهي حضورها في ساحة الرأي والتحليل، حيث يرى أن “مكة الإلكترونية” تميّزت بقوة الرأي، وصوتها بات مسموعًا في القضايا الوطنية، والتحولات الاجتماعية، والملفات السياسية التي تتطلب وعيًا وتوازنًا.
ويؤكد أن هذا الجانب يُعدّ جزءًا من معايير المنافسة الاحترافية في الصحافة، لا سيما في المجال الرقمي، الذي لا يرحم التكرار، ولا يكتفي بالخبر العابر.
*زمالة واحترام*
وفي لمسة إنسانية صادقة، ختم علي مدهش إشادته بتوجيه كلمة خاصة للأستاذ عبدالله الزهراني، قال فيها:
“وهو أخٌ غالٍ أعتز بزمالته وصداقته… سدد الله خطاك من نجاح إلى نجاح، على الدوام.”
• إشادة الأستاذ علي مدهش ليست مجرد مجاملة عابرة، بل شهادة من أحد رموز الصحافة الورقية المخضرمين في المملكة، تُعدّ بمثابة توثيق لمسار صحفي رقمي جديد، أثبتت فيه صحيفة مكة الإلكترونية أن المستقبل لا يُنتظر، بل يُصنع… بخبرة، وجرأة، ورؤية.






