المقالات

لصوص الكيابل.. تهديد خفي يحتاج إلى ردع

في الأسبوع الأخير من إجازة المدارس الصيفية لهذا العام 1447هـ، ورد في “سناب الداخلية” خبر مفاده:

«قبضت الجهات الأمنية بمنطقة الرياض على مجموعة من الوافدين لسرقتهم كيابل كهربائية من مدارس ومرافق عامة وخاصة بمدينة الرياض، وتخزينها في مستودعات وأحواش مخالفة، والاتجار بها عبر منافذ البيع. وقد جرى إيقافهم واتخاذ الإجراءات النظامية بحقهم وإحالتهم إلى النيابة العامة».

والحقيقة أن لصوص الكيابل بصفة عامة منتشرون في جميع أنحاء المملكة، ولا يكاد يسلم منهم إلا من كتب الله له السلامة. فأصحاب العمائر تحت الإنشاء يعانون من هذه النوعية من السرقات، حيث يحرصون على مراقبة عمائرهم منذ شراء الكيابل وحتى تركيبها. ومع ذلك، يتعرض بعضهم لسرقة كيابل عمائرهم سواء قبل التركيب أو بعده، إذ يقوم أولئك اللصوص بفصلها من العدادات ثم سحبها وسرقتها.

وعودًا على بدء، وبخصوص ما حصل في مدينة الرياض وفي المدارس تحديدًا، فإن مما ساعد على كشف اللصوص هو اقتراب بدء العام الدراسي الجديد وتواجد بعض منسوبي التعليم استعدادًا له. ولو أن السرقة حدثت في بداية الإجازة، حيث الفراغ وعدم التواجد، لكان الوضع أسوأ. ومن هذا المنطلق، أرى أن على وزارة التعليم تركيب كاميرات مراقبة، واستحداث إدارة جديدة تسمى إدارة الأمن والسلامة، بحيث يتواجد رجل الأمن والسلامة في المدرسة على مدار الساعة بالتناوب مع آخر، سواء في أيام الدراسة أو الإجازات، لضمان سلامة المدارس من اللصوص والمخربين.

كما يتوجب على الجهات المعنية كشف المستفيدين من سرقات الكيابل، فالسارق لا يمكنه الاستفادة منها ما لم يجد من يشتري بضاعته المسروقة. وهنا يجب أن يكون العقاب مضاعفًا على المشتري أكثر من السارق، حتى يرتدع الجميع وتختفي هذه الظاهرة المزعجة.

وأختم بمعلومة وصلتني من بعض مواطني مدينة النماص؛ إذ أفادوا بأنه قبل نحو ستة أشهر، حدثت لديهم سرقة كيابل بطريقة يصعب تصديقها، حيث انتحل مجموعة من اللصوص شخصيات موظفي الصيانة بشركة الكهرباء. وفي وضح النهار، وعلى مدى أسبوعين تقريبًا، قاموا بسحب كيابل الطريق السياحي الممتد من شمال محافظة النماص إلى جنوبها بطول يقارب عشرة كيلومترات، كما كرروا الفعل نفسه في خطوط أخرى غير الطريق السياحي. وقد نفذوا تلك السرقات بجرأة غير مسبوقة، مستخدمين معدات وآليات صغيرة ساعدتهم على حفر الأسفلت واستخراج الكيابل وكأنهم يمثلون شركة الكهرباء. وأخيرًا تم اكتشافهم واتخاذ الإجراءات النظامية بحقهم.

حفظ الله بلادنا من شر الأشرار، ووفق رجال أمننا لحماية هذا الوطن من كل من يحاول العبث بأمنه واستقراره.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. هذا الموضوع ليس سرقة كيابل فقط بل سرقة اقتصاد وطن انا شخصياً احد ارحامي وابن عمي والمتزوج من اختي تعرض منزله لسرقة الكيابل وتعدى الامر لسرقة الاسلاك التي في داخل البيت الامر الذي سبب خسائر فادحة وصعوبات في الاستبدال .
    نعود للسرقات الخاصة بالمدارس وشركة الكهرباء . حقيقة لولا ان الحرامية وجدوا الثقرات امامهم ما اقدموا !!!! مدارس مهملة من الرقابة وشركة على مدار اسبوعين او نحوها لم تنتبه لمايحصل !!!؟ معنى ذلك ربما يكون الامر متعلق بعمالة ذات علاقة بالشركة نفسها الموفرة الخدمة !! الشئ الآخر !! الحس الامني عند المواطنين يبدوا يحتاج تنشيط اليس كان من الافضل مقابلتهم والاتصال بالشركة عن سبب التغيير !اليس من المفتوض ان بعض اهالي المنطقة يعمل في الكهرباء !اليس فيه مركز للامارة يلاحظ هذا التغيير الجذري ويبادر في التواصل مع الشركة ويتأكد من هويات العاملين !!!اليس من مسؤولياته او المفروض ان يكون لديه علم بالمشاريع التي ستنفذ في منطقته ؟ كل هذا يدعوا الى ضرورة كشف الشبكة كاملة المتورطة في السرقات المختلفة وضرورة معاقبتهم عقاب معلن للجميع ويشفي غليل المتضررين
    وعلى غرار هذه السرقات كانت ولازالت سرقات المواشي بأعداد هائلة !
    اليس كان بالامكان تسيير دوريات ولو بشكل بسيط لردع الحرامية من هذه الافعال لانهم لو يت فون انهم ربما يتعرضون لسؤال من احد لما اقدموا
    رسالة للداخلية والوازارات المعنية مثل الطاقة والتعليم ……
    نرجوا سماع مايشفي ويثلج الصدر بحق اعداء الوطن والمًاطن والاقتصاد

  2. شكراً أخي دكتور حمد على ماذكرت ، والموضوع فعلاً بحاجة إلى حسم قوي ، واتخاذ إجراءات وقائية للحيلولة دون أن تتوسع هذه الظاهرة المقلقة للجميع .

اترك رداً على الدكتور حمد البشري إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى