في ذكرى احتفائنا بيومنا الوطني المجيد الخامس والتسعين، لابد أن نحمد الله جل وعلا على ما أكرم به هذه البلاد المباركة – المملكة العربية السعودية – من رخاء واستقرار وأمن وأمان، بفضله سبحانه ثم بفضل هذه الأسرة الكريمة التي تعهّدت بقيادة هذا البلد العظيم منذ تأسيسه على يد الأمير محمد بن سعود، ثم توحيده وترسيخ أركانه وحدوده ولمّ شتاته وتفرقته على يد الموحد العظيم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – ومن بعده الأبناء الملوك البررة: سعود، فيصل، خالد، فهد، وعبدالله – رحمهم الله جميعًا – حتى وصلنا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله وأطال في عمره.
هذه الحقبة الزمنية السعودية تُسجَّل بمداد الذهب، وتُسطَّر في تاريخ الدول كدولة مميزة قامت – وما زالت – على المنهج الإسلامي الصحيح، المتمثل في الاستناد إلى دستورنا المقدس: كتاب الله وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم. هذا المنهج العظيم منح السعودية تفردًا يميزها عن بقية دول العالم الإسلامي. ومما عزز ذلك التميز لبلادنا الغالية ما خصنا الله به من وجود الحرمين الشريفين على أرضنا المباركة، وما تشرفنا به من رعايتهما وخدمتهما وخدمة القاصدين لهما من كافة أرجاء العالم الإسلامي.
نفخر في يومنا الوطني الخامس والتسعين بأن قيادتنا الحكيمة لم يقتصر خيرها على المملكة ومواطنيها والمقيمين على أرضها، بل عمَّ ذلك الخير إلى الأشقاء في الدول العربية والإسلامية. فالسعودية رائدة وقائدة لكل ما يفيد العرب والمسلمين ويحقق لهم الرخاء والأمن والاستقرار.
لقد بني هذا الموقف السعودي على حجم المسؤولية التي تضطلع بها الدولة كراعية للسلام وتحقيق الاستقرار في المنطقة، فلا ينشب أي خلاف بين الأشقاء أو أي اعتداء من الخارج إلا وكانت للمملكة العربية السعودية البصمة الواضحة والدور الأبرز في الإصلاح والمصالحة ووأد الفتن وتهدئة الأوضاع، سواءً كانت خصومات داخلية أو خارجية.
وعلى الصعيد الدولي، تمثل المملكة الدولة الراعية للشراكات الاستراتيجية مع الدول العظمى للحفاظ على الأمن الإقليمي وسلامة أرضه ومكتسباته. وفي هذا السياق، تبقى قضية فلسطين هي الهاجس الأول الذي تهتم به السعودية وتضعه في مقدمة أولوياتها. فدعم قضية فلسطين العادلة ونصرة أهلها للعيش على أرضهم، وتحقيق استقلالهم من خلال دولة فلسطينية ذات سيادة، هو هدف سعودي لم يتغير عبر التاريخ.
ومن أحدث الجهود السعودية في هذا الشأن، حشدها لمجموعة من دول العالم للاعتراف بدولة فلسطين في إطار حل الدولتين الذي دعت إليه المملكة وسعت لتحقيقه. وقد ظهر ذلك جليًا في دورها المحوري بالمشاركة في مؤتمر نيويورك – المنعقد قبل يوم واحد من احتفالنا باليوم الوطني الخامس والتسعين – تأكيدًا لإيمانها العميق بعدالة القضية الفلسطينية وضرورة إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
في يومنا الوطني المجيد، نحتفي داخليًا كمواطنين ومقيمين، وقلوبنا مع قيادتنا في اهتمامها بالسعودية وبقضايا العرب والمسلمين. وتلك هي الريادة والقيادة التي حملتها المملكة على مر السنين.
حماك الله يا وطني، ومزيدًا من الرخاء والاحتفاء بأيامك الوطنية القادمة، وحفظ الله قيادتنا الرشيدة ذخراً لنا، ودعماً وسنداً لجميع العرب والمسلمين.






