نشرت مجلة الإيكونوميست تقريرًا بعنوان:
«توأمك الرقمي: أصبح التوأم الرقمي جزءًا من حياتك اليومية».
وفي 12 ربيع الأول 1447هـ الموافق 4 سبتمبر 2025م، نشر م. عبدالله بن إبراهيم الرخيص (عضو مجلس التنمية الدولية – جامعة هارفارد) ترجمة ذلك التقرير في 34 صفحة، وذلك ضمن مشروع ترجمة مليار كلمة نافعة.
رابط المصدر
https://www.hks.harvard.edu/centers/cid/about-cid/people/abdullah-alrakhis
ولأهمية محتوى ذلك التقرير وضرورة الاطلاع عليه من مختلف الشرائح العلمية المعنية، أعرض هنا ملخصًا لتلك الترجمة (مع التنويه أن هذا الملخص لا يُغني عن قراءة المقالة الأصلية):
التوأم الرقمي: ثورة في التشخيص والعلاج والصناعة
تتجه التكنولوجيا نحو إنشاء “توأم رقمي” لكل شيء، بدءًا من جسم الإنسان وصولًا إلى المصانع والمدن بأكملها. هذه النماذج الافتراضية، التي يتم تحديثها باستمرار ببيانات العالم الحقيقي، تفتح آفاقًا جديدة في مجالات متعددة.
الرعاية الصحية الشخصية: طبيبك الافتراضي
تخيل زيارة طبيبك المستقبلي برفقة نسخة افتراضية منك، مزودة بأحدث قراءاتك الحيوية. هذا التوأم الرقمي يساعد الأطباء على تشخيص أدق، وتصميم أدوية وإجراءات علاجية مخصصة، مما يزيد بشكل كبير من معدلات الشفاء. يجري الباحثون بالفعل استخدام المحاكاة الحاسوبية لقلوب المرضى لتقييم العلاجات المختلفة، مما يجنب المخاطر المحتملة عند التجربة على الأجسام الحقيقية.
تطبيقات صناعية واسعة: من الطائرات إلى سلاسل التوريد
لم تعد التوائم الرقمية مجرد خيال، بل أصبحت واقعًا في العديد من القطاعات. تُستخدم لمراقبة سلامة المحركات النفاثة، وتتبع شبكات النقل مثل أوبر، وتحليل سلاسل التوريد الضخمة لمتاجر التجزئة للتنبؤ بالمبيعات بدقة. كما تساعد السلطات المحلية في الاستجابة للكوارث الطبيعية، وتمكّن شركات السيارات من تطوير نماذج جديدة عبر محاكاة اختبارات القيادة والحوادث.
قوة الذكاء الاصطناعي: التعلم والتكيف المستمر
يعزز التقدم في الذكاء الاصطناعي قدرات التوائم الرقمية بشكل كبير، مانحًا إياها القدرة على التنبؤ بسلوك نظائرها المادية والتكيف مع البيانات الجديدة. بدأت هذه النماذج كبرامج بسيطة، لكن مع تطور قوة الحوسبة ودقة أجهزة الاستشعار، أصبحت أكثر قدرة على محاكاة الأنظمة المعقدة بدقة متناهية.
تاريخ من النمذجة: من الحضارات القديمة إلى العصر الرقمي
تعود فكرة إنشاء تمثيلات رمزية للعالم الحقيقي إلى قرون. بنت الحضارات القديمة نماذج معمارية، واستخدمت الحسابات المزدوجة لتمثيل الأموال، وطورت جداول البيانات وأنظمة إدارة سلاسل التوريد. التوائم الرقمية اليوم توسع هذه العمليات، مما يسهل على البشر معالجة المشكلات المعقدة والتنبؤ بالمستقبل واختبار الأفكار دون عواقب وخيمة.
مستقبل واعد ومخاطر محتملة: بين الابتكار والمسؤولية
الوعد كبير: رعاية صحية شخصية، مدن ذكية، وحلول للتحديات البيئية. ومع ذلك، تأتي هذه التكنولوجيا مع مخاطر مثل احتمالية الاختراق، ونشر المعلومات المضللة، وزيادة الاعتماد على الأنظمة الرقمية. تقع مسؤولية الاستخدام الآمن والأخلاقي للتوائم الرقمية على عاتق المطورين والمستخدمين.
مثال رائد: سباقات الفورمولا 1
تُعد فرق الفورمولا 1 من أوائل المتبنين للتوائم الرقمية. تستخدم فرق مثل ريد بول – Oracle Red Bull Racing هذه النماذج لمحاكاة كل جانب من جوانب سيارات السباق، من أداء المحرك إلى ديناميكيات الإطارات، مما يسمح بالتحسين المستمر والاكتشاف المبكر للمشاكل. هذا يقلل من وقت التطوير والتكلفة، ويعزز الأداء بشكل كبير.
توسع التطبيقات: من محركات الطائرات إلى الكواكب
تمتد تطبيقات التوائم الرقمية لتشمل محركات الطائرات العسكرية، حيث تُستخدم لمحاكاة الأداء والتنبؤ بالصيانة. كما يُبنى توأم رقمي لكوكب الأرض لمحاكاة الظواهر المناخية والتنبؤ بتأثير الاحتباس الحراري. تساهم هذه النماذج في تمكين الابتكار العلمي من خلال اختبار الفرضيات بدقة وسرعة.
توائم المؤسسات: إعادة تعريف إدارة الأعمال
تُعيد التوائم الرقمية تعريف إدارة الشركات. تسمح هذه النماذج للشركات بتحليل عملياتها الداخلية، وعملائها، ومورديها بشكل شامل، مما يتيح اتخاذ قرارات أفضل وتحسين الأداء بشكل مستمر. مع تطور الذكاء الاصطناعي، ستصبح هذه النماذج أكثر سهولة وقوة، مما يمهد الطريق لشركات أكثر ذكاءً وكفاءة.
للاطلاع على المقالات الأصلية في الإيكونوميست:
المقال هنا
https://www.economist.com/science-and-technology/2024/08/28/digital-twins-are-enabling-scientific-innovation






اخي الغالي د عصام
موضوع جميل وتلخيص رائع ولكن السوال فيما يخص البشر هل ممكن ان ياتي يوم ويكون لكل شخص توام رقمي ؟؟
لم يتعرض التقرير إلى التكلفه الماديه وهل يمكن تطبيقه على كل البشر ؟؟
اما الذكاء الصناعي فالله يستر من تبعات استخدامه حتى ان مخترعه افاد بانه اخترع مصيبه للبشريه وبعض المحللين يعتبرونه اخطر من القنبله الذريه