المقالات

اليوم الوطني 95.. مسيرة إنجاز لا تعرف التوقف

يأتي اليوم الوطني الخامس والتسعون للمملكة العربية السعودية مناسبةً متجددةً نستحضر فيها مسيرة وطنٍ عظيمٍ تأسس على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – طيب الله ثراه – الذي استطاع بحنكته وشجاعته أن يوحّد هذه الأرض المترامية الأطراف تحت راية التوحيد، وأن يؤسس دولةً راسخةً قوامها العقيدة الصحيحة وقيم العدل والوفاء والانتماء. لقد كان توحيد المملكة حدثًا تاريخيًا فارقًا لم يغير وجه الجزيرة العربية فحسب، بل وضع المملكة في موقع محوري على خريطة العالمين العربي والإسلامي.
فالمتابع لمسيرة الدولة السعودية يدرك أنها لم تتوقف عند عهد المؤسس، بل واصل أبناؤه الملوك البررة من بعده استكمال مسيرة البناء والتنمية. فشهدت المملكة على أيديهم توسعًا عمرانيًا، وازدهارًا اقتصاديًا، ونهضةً تعليمية وصحية، وتناميًا في مكانتها السياسية والدبلوماسية، حتى غدت دولة محورية في استقرار المنطقة، وركيزة أساسية للاقتصاد العالمي، وعضوًا مؤثرًا في مجموعة العشرين (G20).
أما اليوم، فإن المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – أيده الله – تعيش مرحلة تاريخية فارقة، تشهد فيها تحولات غير مسبوقة ضمن رؤية المملكة المستقبلية الطموحة 2030، تلك الرؤية التي أعادت صياغة الاقتصاد الوطني، وأطلقت مشروعات كبرى ضخمة مثل نيوم، البحر الأحمر، القدية، روشن، والدرعية، فضلًا عن المبادرات الدولية الريادية مثل مبادرة السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، لتصبح المملكة في صدارة الجهود العالمية نحو التنمية المستدامة ومكافحة التغير المناخي.
وتؤكد المؤشرات الدولية أن المملكة حققت ولله الحمد قفزات نوعية خلال السنوات الأخيرة؛ فقد تقدمت 15 مرتبة في مؤشر التنمية البشرية الصادر عن الأمم المتحدة، وتصدرت دول العالم في مؤشر مرونة كفاءة الطاقة لعام 2023، كما سجلت نموًا اقتصاديًا هو الأسرع بين دول مجموعة العشرين خلال بعض الأعوام الأخيرة. وفي الجانب الاجتماعي والثقافي، باتت المملكة وجهة عالمية للفعاليات الرياضية والفنية والسياحية، بعد أن شهدت صناعة الترفيه والسياحة نقلة نوعية جعلتها ضمن أبرز الوجهات السياحية الناشئة في العالم.
إن ما يميز هذه المرحلة أن أكثر من 70% من سكان المملكة هم من فئة الشباب، مما يعكس قدرة الوطن على الاستثمار في طاقات شبابه الواعد لصناعة المستقبل. ومن هنا، يتجدد العهد على أن مسيرة الوطن لن تتوقف، وأن هذه الأرض المباركة ستواصل البناء والإنجاز، محافظة على هويتها الإسلامية والعربية، ومتطلعة إلى العالمية برؤية طموحة ومشروعات عملاقة.
فاليوم الوطني ليس مجرد مناسبة للاحتفال، بل هو وقفة للتأمل في مسيرة الإنجاز واستشراف آفاق المستقبل، وتأكيد على اللحمة الوطنية التي تميز شعب المملكة بقيادته الرشيدة. وهو كذلك رسالة للعالم بأن السعودية ماضية في طريقها بثبات، متسلحة بتاريخ مجيد، وحاضر مشرق، ومستقبل واعد.
وكل عام ووطني بخير، دام عزك يا وطن.

• أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود

د. تركي بن فهد العيار

أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. ايوم الوطني ليس مجرد مناسبة للاحتفال، بل هو وقفة للتأمل في مسيرة الإنجاز واستشراف آفاق المستقبل، وتأكيد على اللحمة الوطنية التي تميز شعب المملكة بقيادته الرشيدة.

اترك رداً على مشعان مرزوق المطيري إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى