المقالات

اليوم الوطني يوم عزٍّ وافتخار

.عندما نحتفي بالوطن في يومه الأغر فإننا نعتبره يوم عزٍّ وافتخار نحتفي بيومه الذي انطلقت فيه مسيرة البناء والتأسيس والوحدة نحتفي بالسياسة والاقتصاد وبالمال والأعمال وبالسكان والمكان وبالعلم والعالمية نحتفي به مساحة على الأرض ومثلها واكثر في القلوب نعم نحتفي به من حيث المكانة والتمكن والإمكانية والتمكين في عالم يضج بالاختلاف ويأوي تحت قبة الخلاف في عالم أصبح التنافس فيه من أصعب مراحل الحياة بين حروب دامية وفقر مدقع وجوع مميت ونقص في الأموال والثمرات والأنفس كل هذا وأكثر ونحن في المملكة العربية السعودية ننعم بالرخاء والاستقرا ننعم بقيادة حكيمة راشدة وحكم رشيد يطبق شرع الله ويأخذ بكل ما توصلت إليه الحياة العامة في العالم مع الحفاظ على المقدس وعدم خضوعه لأي مدنّس.
نعم نحن تجاوزنا مراحل كثيرة وصعبة وقفزنا قفزات نوعية في شتى المجالات التي تعزز هذه المسيرة التي تتكئ على إرث ديني وسياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي وضعت لبناته الأولى ونحن نتجاوز حصاد قرن من الزمن بعد أن أسس هذا البناء العظيم جلالة الملك عبد العزيز – يرحمه الله – الذي استعاد ملك آبائه وأجداده ووحد كيان هذا الوطن المتربع على عرش الكرة الأرضية تحيطه عناية الله وحماية الرب الكريم وترعاه قلوب مولعة بحبه وحب مواطنيه ومقدساته وثرواته .
نعم هذا ما خلفه لنا هذا الملك العظيم وسار على نهجه أبناؤه البررة الملوك السابقين – يرحمهم الله – وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمير الطموح محمد بن سلمان بنرعبد العزيز – يحفظهما الله – تعضيداً لبناء الوطن أثناء مرحلة البدايات واقتفاء بمرتكزات سياسته من بعده فحافظوا على هذا الإرث وطبقوه قولاً وعملاً في كل ما من شأنه خدمته وخدمة سكانه من المواطنين والمقيمين والزائرين من الأخوة العرب والمسلمين والأصدقاء الذين كان لهم الدور الأمثل في تطبيق ما نص نظام الحكم عليه من حقوق وواجبات لملايين البشر في تلك المرحلة إلى ما يزيد على ثلاثين مليون مواطن ومقيم جميعهم يتمتعون بكافة الخدمات الأساسية والكمالية في القرية والهجرة والمدينة على حد سواء دون تمييز بل في شمولية لا يشوبها شائبة وأصبحت مناطق ومحافظات ومدن وقرى المملكة وبواديها وسهولها وجبالها تنعم بالخير الوفير وكأن التنمية تسير فيها بمثابة الدم في سائر الجسد .
نحتفي بالوطن وفيه عشرات الجامعات وآلاف الكيلو مترات من الطرق المعبدة على أحدث المواصفات نحتفي بالوطن وأبناؤه وفتياته رجاله ونساؤه شبابه وشيبه يعتلون المنصات في كثير من المجالات ليس على المستوى الداخلي فحسب بل على مستوى جميع القارات .
نحتفي بالوطن ونحن نرى رجال أمنه في كل الثغور يحصدون الانتصارات على الأعداء وأهل الظلم والجور نحتفي بالوطن وقد تربع في مقدمة الدول العشرين في الاقتصاد وفي خدمات التقنية والتعليم والاتصالات وتحقيق الصحة العامة رغم كثرة وتنوع الجائحات .
نحتفي بالوطن وقد حقق أرقاماً فلكية في كثير من العائدات هذا هو سبب احتفالنا وفوق هذا وذاك نحتفل به وكأننا نكرّم قيادته التي أوصلتنا إلى هذه المكانة العالمية التي جعلت بلادنا مكان نظر لاحترام قيادات العالم وتقديرهم نحتفل ونحن نعيش الذكرى تلو الذكرى وجميعها تصب في خانة العالمية في قصة حياة ورواية أبطال سهروا وناضلوا وكسبوا وصدقوا وصادقوا نحتفل بالقيادة وبالعيون الساهرة والحكومة الرشيدة التي كانت ولم تزل خلف هذا الإنجاز الذي أذهل العدو وارتاح له الشقيق والأخ والصديق الذين دائماً ما يشاركوننا الفرحة عبر سفارات خادم الحرمين الشريفين في جميع الدول ذات العلاقة بل وحتى مواطني تلك الدول شاركونا الفرحة وارتفعت راية المملكة خفاقة في كل ميادين وشوارع وملاعب تلك الدول وكأن خارطة بلادنا لم تعد تقتصر على المكان جغرافياً بل استوطنت قلوب المحبين والمنافسين الذين عبروا بعبارات الفخر والافتخار بما تحقق من منجزات حضارية خلال مسيرته التنموية وبالذات في العقد الأخير من عمره بدءاً من يومه الأول وحتى اليوم الذي يصادف الثالث والعشرين من ديسمبر هذا العام ٢٠٢٥م عهد الرقي والارتقاء بهذا البلد المعطاء وعلاقاته الداخلية والخارجية وتميزه الذي لم يسبق له مثيل أخذاً بآخر ما وصل إليه العالم المتقدم نظاماً وتطبيقاً في شتى مجالات الحياة العامة دون المساس بالحريات المنضبطة بضوابط الثوابت والقوانين التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن والمقيم على مرتكزات قابلة للتطوير والتغيير بحسب ما يقتضيه الحال.
انعطاف قلم :
لا تستكثرون فرحتنا بيومنا الوطني فالتعبير صادق والإرث يستحق هذا الزخم من العبارات وهذا الكم الهائل من الصور وهذا النشاط الحيوي الراكض خلف إشهار ما وصلنا إليه بكل الوسائل والطرق شعراً ونثراً فناً وفلكلوراً جولات ومسيرات كلها تعبر عن الاعتزاز بالوطن قيادة وحكومة وشعباً والله من وراء القصد .

عبدالله أحمد غريب

نائب رئيس نادي الباحة الأدبي السابق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى