المقالات

قراءة في كتاب “تهيئة الموارد البشرية في زمن العولمة” لمعالي أ.د/ علي بن إبراهيم النملة

في هذا الكتاب تناول المؤلف موضوع العولمة من خلال وقفات قصيرة رغبةً في الاختصار، مركِّزًا على تأثيرها في الموارد البشرية. وقد ركّزت هذه الوقفات على البعد الثقافي للعولمة وأثره في الموارد البشرية، حيث بدا الموقف المتحفّظ أكثر وضوحًا، وذلك – برأي الكاتب – لأن الفكرة جاءت من الخارج، مما يستوجب الحذر حتى لا نُؤخذ على حين غِرّة.

تناول الكاتب في وقفاته عدة محاور، من أبرزها:
• العولمة والمفهوم المضطرب، والعولمة بوصفها قوة، بل أكذوبة القوي على الضعيف. وإن كانت لها فوائد على الدول المهيمنة، فقد يكون للدول النامية نصيب من فوائدها عبر المشاركة في المنافسة الاقتصادية.
• العولمة الإيجابية، حيث يدعو المؤلف إلى التريّث قبل اتخاذ أي موقف سلبي، إذ يمكن الاستفادة من رياحها والتأثير في مسارها.
• سلبيات العولمة، مشيرًا إلى اختلاف الآراء بين الكتاب والمفكرين – عربًا وغير عرب – حول سلبياتها وإيجابياتها، مع الدعوة إلى التأقلم معها بما يغلب الإيجابيات على السلبيات.
• العولمة الثقافية، ودورها في هيمنة “الرجل الأبيض” على الثقافات الأخرى، ومحاولة صهرها جميعًا في مجتمع تقني واحد.
• العولمة الاقتصادية، وما تفرضه من ضغوط ومناورات عالمية تهدف إلى خفض تكلفة العمل عبر إنقاص الأجور. كما تناول العولمة ووحدة العالم، معتبرًا أنها توحده حضاريًا لا ثقافيًا، نظرًا لخصوصية الثقافات المختلفة.

وتوقف المؤلف عند العولمة والثروة البشرية باعتبارها أثمن ثروة ينبغي تطويرها وتدريبها وتأهيلها لمواجهة التحولات القادمة. كما تناول العمالة الوافدة ودور دول المنطقة في معالجة مشكلات المتاجرة بالتأشيرات وأوضاع العمالة الوافدة.

وأشار إلى علاقة العولمة بـ البطالة، حيث إن توجه الشركات إلى الاستثمار في الدول ذات الامتيازات الضريبية المنخفضة أو المعفاة أدى إلى انتقال كثير من الصناعات، وزيادة البطالة في بعض الدول. كما ناقش قضية المعلومة العمالية، مبرزًا نقص المعلومات الدقيقة عن سوق العمل، وأثر ذلك على السياسات.

كذلك تطرق إلى الحكومات الإلكترونية بوصفها توجهًا عالميًا قد يكون على حساب الموارد البشرية، وتناول الخصخصة ومعوقاتها في القطاعات المختلفة، مشددًا على أهمية التنظيم العمالي وتحسين الإجراءات والتشريعات بما يحقق كفاءة أكبر لسوق العمل الأهلي.

✍️ عصام يحيى الفيلالي
عضو هيئة تدريس سابق – جامعة الملك عبدالعزيز
📧 ealfilali@hotmail.com

أ.د. عصام يحيى الفيلالي

أستاذ سابق – جامعة الملك عبدالعزي

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. اخي د عصام
    تلخيص جميل لما حواه الكتاب
    كان ودي اسمع رايك في هذا المحتوى

  2. العولمة تعني عملية تكامل متنامي بين دول العالم واقتصاداتها ومجتمعاتها في مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والسياسية. مما يؤدي إلى ترابط أكبر بين الدول والمجتمعات، ويساهم في تحول العالم إلى قرية صغيرة.
    اليوم مع رؤية #2030 خرجنا من النطاق المحلي الى العالمي وفتح المجال للجميع سواء سعودي او غير سعودي للعمل بدون قيود

اترك رداً على عثمان عمر بكر إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى