المقالات

التكريم في حياة المجتمعات.. أ.د. عبدالواحد أنموذجًا

التكريم سنة من سنن الحياة، وأول تكريم جاء من الله سبحانه وتعالى (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا).
والتكريم درجات، فأنت عندما تعزم شخصا وتذبح له ذبيحة فأنت تكرمه، وعندما تقدم له هدية فأنت تكرمه، والتكريم موجود في جميع الأمم والشعوب، والهدف منه (إبراز النموذج) و (صناعة القدوة) فما الجوائز والأوسمة التي منتشرة في العالم إلا نوع من التكريم، ومنها جائزة نوبل، وجائزة الملك فيصل، وأوسمة الملك عبدالعزيز بدرجاتها المختلفة، وكل إنسان في هذا الوجود أنانيُّ بفطرته، يسعى إلى خدمة نفسه، والأنانية نوعان: محمود وتنطبق على من يخدم نفسه بطرق مشروعة وبما يخدم المجتمع والأفراد، مثل الكتاب والمخترعين، والعاملين في المجالات المختلفة، حتى البسيط منها، أما النوع المذموم من الأنانية فهو الذي يسعى إلى سرقة جهود الآخرين ونسبتها إلى نفسه، ويسعى إلى أخذ حقوق الآخرين بطرق غير مشروعة.
وجميع من أفادوا البشرية هم من أصحاب الأنانية الحميدة، والذين برزوا في جانب من جوانب خدمة الحياة مثل الأدب والطب والهندسة والفيزياء والكيمياء والسلام ونحوها، وهي المجالات التي تُعطى فيها الجوائز العالمية مثل جائزة نوبل وجائزة الملك فيصل رحمه الله، وفي المجتمع مجالات للتكريم، فهناك جائزة الطالب المثالي، وجائزة المعلم المثالي، والجوائز والأثمان التي توضع لبراءات الاختراع، والشعراء والأدباء البارزين يستحقون التكريم سواء من الجهات الرسمية أو من المجتمع، فالشاعر الشعبي الذي أمتع الجماهير بشعره الراقي، ودافع عن قضاياه، وكان صوتا لمعاناة المجتمع، مثل قصيدة عبدالواحد في (خط الجنوب) أو(قصيدته عن المرأة) وغيرها من القصائد…
والشاعر الشعبي الناجح يعتبر صوتا للوطن ينافح ويدافع عنه، ويدعو إلى وحدة الصف، وتكاتف الجهود لتنميته والدفاع عنه، والشاعر الشعبي الناحج يعتبر أداة من أدوات الضبط الاجتماعي بدعوته إلى القيم الرفيعة مثل الكرم والشجاعة والأمانة والبذل والتضحية في سبيل الوطن، وتنفيره من القيم السلبية مثل البخل والجبن والخيانة والتولي يوم الزحف.
هؤلاء الشعراء يستحقون التكريم من المجتمع وإبراز مسيرتهم ليكونوا قدوة للأجيال الصاعدة. والله الموفق.

أ.د. عبدالرزاق حمود الزهراني

أستاذ علم الاجتماع في جامعة الإمام سابقًأ رئيس الجمعية السعودية لعلم الاجتماع سابقا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى