المقالات

العلماء السعوديون.. صوت الحكمة وميزان المصلحة

في كل مرحلة من تاريخ المملكة العربية السعودية كان العلماء فيها صوت الحكمة وميزان المصلحة يوجّهون المجتمع نحو التوازن ويقفون إلى جانب الدولة في حماية الدين والإنسان والوطن. هذا المنهج المتجذر في الوسطية والاعتدال لم يكن شعاراً يُرفع بل سلوكاً يُمارس وعهداً يُجدد جيلاً بعد جيل ليبقى العلم الشرعي ركيزة من ركائز الاستقرار والنهضة.

منهج العلماء السعوديين يقوم على فهمٍ عميق للشريعة ومقاصدها وعلى فقهٍ واقعيٍّ يراعي أحوال الناس ومتغيرات زمانهم لم تكن فتاواهم يوماً سبباً في تشديدٍ أو تعطيلٍ لمصالح الأمة بل كانت جسراً بين النص والواقع وحارساً للمصلحة العامة التي هي من جوهر مقاصد الشريعة ومن خلال تعاونهم الدائم مع ولاة الأمر شكّل العلماء صمام أمانٍ يحفظ وحدة الكلمة ويعزز الأمن الفكري والاجتماعي في وقتٍ تتنازع فيه بعض المجتمعات بين الإفراط والتفريط.

لقد عُرف عن علماء المملكة حرصهم الصادق على خير المسلمين في كل مكان فهم يحملون همّ الأمة أينما كانت ويؤكدون أن الدعوة إلى الله لا تُختزل في حدودٍ جغرافية بل تمتد إلى الإنسانية جمعاء وحين يتصدر عالمٌ كبير موقع الفتوى أو الإفتاء فإنما يحمل إرثاً من الأمانة والمسؤولية يوازن فيه بين الثوابت والمتغيرات وبين النص والاجتهاد وبين الدين والدنيا.

وبرحيل سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ يبقى الأثر العلمي والخلُقي الذي خلّفه نهجًا يحتذى ويأتي تعيين الشيخ صالح بن فوزان الفوزان مفتيًا عامًا للمملكة امتدادًا لتلك المدرسة المضيئة التي جمعت بين العلم والورع وبين خدمة الدين وخدمة الوطن.

رحم الله من خدم الدين بعلمه وبارك في من واصل المسيرة بثباتٍ وإخلاص هكذا كانت المملكة وستبقى بإذن الله أرض الاعتدال ومنارة الوسطية تحمي الدين وتخدم الإنسان وتضع الخير مقصدًا لكل قولٍ وفعل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى