وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش خرج في مقطع مصوّر يتحدث بغطرسةٍ وسخريةٍ عن المملكة العربية السعودية متفوّهًا بكلماتٍ لا تليق بمستوى دولةٍ تمثل ثِقل العالمين العربي والإسلامي. قال متباهيًا إن كيانه سيواصل “أمجاده” بينما سيظل السعوديون في الصحراء يركبون الجمال.
كلماتٌ تنمّ عن جهلٍ عميقٍ بالتاريخ وضيق أفقٍ يعكس ضياع البوصلة الأخلاقية والسياسية.
إن السعودية التي حاول سموتريتش أن يهاجمها هي المملكة التي صنعت المعجزات على أرضٍ من ذهبٍ ورمالٍ مباركة رمالٍ احتضنت الرسالة الخالدة وانطلقت منها أعظم حضارةٍ روحيةٍ عرفها التاريخ فالصحراء التي يسخر منها هي التي أنجبت رجالًا أسّسوا دولًا ورفعوا راياتٍ والجمل الذي يعيّر به هو رمز الصبر والقدرة على التحمل في مسيرةٍ لا يعرفها من يلهث خلف الأوهام.
ما لا يدركه سموتريتش أن السعودية اليوم ليست مجرد أرضٍ تتلألأ تحت شمس الجزيرة العربية بل قوّةٌ دولية تحرّك الاقتصاد العالمي وتشارك في صياغة مستقبل الطاقة والتكنولوجيا والسياسة الإقليمية إنها الدولة التي تقود أكبر تحوّلٍ تنموي في المنطقة من خلال رؤية 2030 وتتصدر المحافل الدولية كصوتٍ للعقل والاعتدال والسلام.
وحين ترفض المملكة التطبيع قبل قيام دولةٍ فلسطينيةٍ مستقلةٍ عاصمتها القدس فهي لا ترفض لمجرد الرفض بل لأنها تسير بثباتٍ على مبدأٍ أخلاقيٍّ وإنسانيٍّ عظيم: أن العدالة لا تُجزَّأ وأن الكرامة لا تُشترى.
أما أن يحاول وزير في كيانٍ قائمٍ على الاحتلال والتمييز أن يُعاير بلدًا هو قلب العروبة والإسلام فذلك لا يزيد السعوديين إلا اعتزازًا بهويتهم وفخرًا بصحرائهم التي ربّت الأحرار وبناقتهم التي حملت رسالة النور إلى العالم.
السعودية اليوم تقف شامخةً تتحدث عنها العواصم باحترامٍ وتستقبل في عاصمتها الرياض القمم والاتفاقات وتُستشار في القرارات الكبرى إنها الدولة التي تبني بينما غيرها يثير الضجيج.
وإذا كان سموتريتش يرى الصحراء فراغًا فنحن نراها أصل المجد وإذا رآها قسوةً فنحن نراها مصدر الصلابة التي جعلت منا أمةً لا تنكسر.
إن تصريح سموتريتش لم يُهِن السعوديين بل كشف ضآلة من يطلقه أمام حجم المملكة الحقيقي.
فلتبقَ السعودية كما كانت دائمًا: مهوى القلوب وعزّ العرب وقبلة المجد.
وليعلَم كل من يجهلها أن الكلمة الأخيرة لا يقولها من يصرّح بغرور بل من يصنع التاريخ بصمتٍ وثقةٍ كما تفعل المملكة كل يوم.






