المقالات

مكة الخضراء… الحلم الذي بدأ بدعوة إبراهيم

“رَبِّ إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ”
(سورة إبراهيم: 37)
منذ أن رفع الخليل إبراهيم عليه السلام أكفَّ الدعاء في وادٍ قاحل، بدأت قصة مكة المكرمة مع الحياة. كانت أرضًا لا زرع فيها ولا ماء، لكنها احتضنت الرسالة الخاتمة، فأنبتت حضارة الإيمان والرحمة، وجعلها الله مركزًا للعطاء الإنساني والروحي إلى يوم الدين.
واليوم، وبعد قرون من النمو والعمران، تقف مكة أمام مرحلة جديدة من رسالتها الخالدة: أن تكون مكة الخضراء. ليس المقصود فقط زيادة الرقعة النباتية أو تحسين جودة الهواء، بل أن تتحول مكة إلى نموذج عالمي للتنمية المستدامة المتصالحة مع بيئتها وقدسيتها، حيث يُراعى في كل مشروع ومبنى ومبادرة أثرها على الإنسان والطبيعة معًا.
مكة الخضراء هي استجابة حديثة لدعوة إبراهيم القديمة، وامتداد لرؤية المملكة 2030 التي جعلت الاستدامة أحد محاورها الكبرى. هي مسؤولية جماعية تبدأ من الفرد وتنتهي بالمؤسسات، من شجرة تُزرع، إلى قطرة ماء تُصان، إلى وعي بيئي يُنشر بين الحجاج والمقيمين والزوار.
إننا اليوم مدعوون لأن نعيد تعريف علاقتنا بمكة… لا فقط كمكانٍ للعبادة، بل كبيئةٍ مقدسة تستحق أن نحافظ على نقائها وجمالها كما نحافظ على قلوبنا.
فمكة الخضراء ليست فكرة بيئية فحسب، بل رسالة إيمانية وإنسانية متجددة.
انتظرونا في سلسلةٍ أسبوعيةٍ عن مستقبل مكة الأخضر…

رئيسة جمعية رواد الزراعية التعاونية بمكة المكرمة

أبرار عبدالله الحريري

رئيسة جمعية رواد الزراعية التعاونية بمكة المكرمة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى