الوعي هو البذرة الأولى لأي تغييرٍ مستدام. ومكة المكرمة، التي وُلد فيها النور، تستحق أن يكون أبناؤها وزوارها على قدر رسالتها في حماية الأرض والبيئة. فالمشروع الحقيقي لـ “مكة الخضراء” لا يكتمل بالتشجير والبناء فقط، بل يبدأ من وعي المجتمع وسلوكه اليومي.
حين يدرك الفرد أن قطرة الماء التي يصونها، والنبتة التي يزرعها، والنفايات التي يفرزها، هي أعمالٌ تعبّر عن مسؤوليته أمام الله والناس — حينها يتحول الوعي إلى عبادةٍ وسلوكٍ راقٍ.
فالبيئة ليست شأنًا هندسيًا أو بلديًا فحسب، بل ثقافة مجتمعية تتجذر في المدارس، والمساجد، والبيوت، والإعلام، وفي سلوك الحاج والمعتمر والزائر.
إن بناء مجتمعٍ واعٍ بيئيًا يعني صناعة جيلٍ يقدّر النعمة ويحافظ على المكان، ويشعر بأن الخُضرة ليست ترفًا، بل ضرورةٌ للحياة.
وكل مبادرةٍ توعوية، أو شراكةٍ مجتمعية، أو حملةٍ طلابية تغرس هذا المفهوم — تُعد جزءًا من رحلة مكة نحو مستقبلٍ أخضر يليق بقدسيتها ومكانتها العالمية.
مكة الخضراء ليست مشروعًا حكوميًا فقط، بل حراكًا إنسانيًا يُشارك فيه الجميع. فالوعي البيئي هو الطريق الأقصر لتحقيق التنمية المستدامة التي أرادتها رؤية المملكة 2030، وهو اللغة التي توحّد الجهود نحو بيئةٍ نقيةٍ وحياةٍ كريمة.
انتظرونا في المقال القادم من سلسلة مكة الخضراء….
1



كرم الله مكة بالمكرمة و المسجد الحرام و من دخلها ف هو آمن . .