المحلية

تحذير تاريخي ورسالة وطنية… الدكتور عايض الزهراني يدعو أبناء الوطن لفرز الحقائق وإسكات «الأصوات المسممومة» التي تستهدف المملكة

في مناسبة اتسمت بالوفاء وعمق الكلمة، وجّه أستاذ فلسفة التاريخ النقدي الأستاذ الدكتور عايض محمد الزهراني رسالة وطنية بالغة الأهمية، محذرًا من حملات التضليل التي تستهدف المملكة وتاريخها وهويتها، وذلك خلال الحفل الذي أقامه الأستاذ غرم الله بن عوض بن موسى الزهراني وشقيقه عبدالله عوض احتفاءً بالدكتور عايض وإخوانه، يوم الجمعة 14 جمادى الآخرة 1447هـ في مكة المكرمة.

وأوضح الدكتور الزهراني أن أخطر ما تواجهه المملكة اليوم ليس الهجوم المباشر، بل استهداف الوعي عبر أدوات متعددة تتجاوز الأصوات الفردية لتصل إلى منصات كاملة تعمل على بث الشكوك وتزييف الحقائق. وأضاف أن التضليل لم يعد مقتصرًا على أصوات مشروخة تردد الشبهات، أو أقلام مشبوهة تُدار من خلف ستار، بل امتدّ إلى قنوات مشبوهة تُنتج روايات مدلسة تُبثّ باستراتيجية مقصودة تستهدف ثوابت الوطن وتاريخه ورموزه. وأكد أن من أخطر ما يُمارس اليوم هو التلاعب بالسيرة النبوية وسِيَر الصحابة عبر نصوص ملفقة وحسابات إلكترونية معادية، مبينًا أن التحليل الرقمي كشف عن آلاف الحسابات التي تعمل على هذا النوع من التشويه الممنهج.

وتحدث الدكتور الزهراني عن حجم ما قدمته المملكة للعالم من دعم إنساني وتنموي، موثقًا بالأرقام الرسمية أن المملكة قدّمت أكثر من 141 مليار دولار كمساعدات لـ 173 دولة منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وهو ما يجعلها من أكبر الدول المانحة عالميًا. وأضاف أن هذا العطاء المتواصل يمثل أحد أعمدة السياسة السعودية الراسخة في نصرة الإنسان أينما كان، وهي حقيقة تتعمد بعض الجهات تجاهلها أو طمسها.

وأكد الزهراني أهمية التمييز بين المؤرخ المحترف الذي يعيد قراءة الوثائق بمنهج نقدي، وبين «الأراخ السردي» الذي يكرر الروايات دون تمحيص ويقع فريسة للتضليل. وقال: «أخطر أنواع التضليل ما يحتوي جزءًا من الحقيقة ويُبنى عليه كذب كبير»، داعيًا الشباب والباحثين إلى وضع كل رواية تحت مجهر النقد قبل تبنيها أو مشاركتها.

وأشار إلى أن جزءًا كبيرًا مما يُتداول اليوم من قصص وأحداث هو نتاج برامج ذكاء اصطناعي مسيّسة، أو من إنتاج ذباب إلكتروني يستهدف زعزعة الثقة بين المواطن وقيادته. وأكد أن الرد على ذلك لا يكون بالانفعال، بل بالوعي، والقدرة على قراءة السياق وفهم أهداف الجهات التي تقف خلف هذه الحملات.

وأشاد الدكتور الزهراني بما تشهده المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من نهضة حضارية شاملة، تتمثل في المدن العملاقة، وشبكات الطرق الحديثة، والتوسع التاريخي للحرمين الشريفين، والخدمات المتقدمة للحجاج والمعتمرين، إضافة إلى التحولات الاقتصادية والثقافية التي أرستها رؤية 2030، لتصبح المملكة نموذجًا عالميًا في التنمية والبناء.

وفي ختام حديثه، دعا الدكتور الزهراني أبناء الوطن إلى الاصطفاف حول قيادتهم، والدفاع عن الوطن بـ الكلمة الصادقة والوعي العميق، مؤكدًا أن «جنودنا يدافعون بأرواحهم على الحدود، وعلينا نحن أن ندافع عنه بالفكر والوعي والقلم». وشدد على أن محاولات التشويه والتفريق لن تنجح أمام وعي الشباب السعودي وقوة القيادة الحكيمة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى