الثقافية

قرقوش والمزمار… حكاية يوميات جحا في سوق واقف

رصد جحا البهجة في سوق واقف؛ دفوفٌ تدق، وعصيٌّ تدور يمين ويسار، والجماهير تلعب المزمار بنشوة لا تُوصف.

وبين الزوار كان هناك رجل عربي انبسط من الإيقاع بشكل كبير… لكن مشكلته أنه ما فهم كلمة واحدة من الزومالات التي تُردد!

دخل الحلقة بثقة، يمسك العصا بين أصابعه، يلف حول نفسه، ويقلّد كل حركة، وكلما سمع كلمة… زاد اندماجًا.
وفجأة سمعهم يهتفون:

«والله قرقوش أكل الحلوة… أكلها ولا بقى لي!»

تأثر الرجل وقال في نفسه:
“واضح عندهم أزمة حلوى!”
فانطلق مسرعًا إلى أحد المحلات واشترى كيس حلوى ووزّعه على الجميع.

ازداد الفرح… وكملوا يغنون:

«لعن أبوكي دوبانه… أكلتي سكّرت عيني!»

وقف الرجل مذهولًا:
“سكر بعد؟! الوضع صاير خطير!”

ولم تمر لحظات حتى جاء الزومال الشهير:

«يا مقلقل الدوبا… والله ما تذوق حبّة!»

هنا وقف الرجل في حيرة مطلقة:
“الدوبا؟! وش ذا؟ أكلة؟ طبق شعبي؟”

ولم يتردد… انطلق باتجاه المطعم في السوق يسأل الكاشير بكل براءة:

«عندكم مقلقل ذبّان؟»

فانفجر الجميع ضحكًا…

اقترب منه جحا وربّت على كتفه قائلًا:
«لا تتعب نفسك يا صديقي… هذه طقوس المزمار.»

نظر إليه الرجل باستغراب كبير وسأله:
“طيب الكلمات… أصلها من فين؟! وقال بلهجته، وعلى ويش يعَيّط قرقوش؟!”

ابتسم جحا ابتسامة الفلاسفة وردّ بثقة:
«هذه من معلّقات مزمار الجاهلية… للشاعر الكبير أبو دلش!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى