المقالات

ثمار 2030 قبل أوانها

سؤال كثيراً ما يقفز إلى ذهني وأنا أرى المشاريع العملاقة تسبق معدلات إنجازها الزمنية ، وأتابع – بعين الراصد – التواريخ التي وضعت سابقاً على لوحات إنجاز المشروعات كيف تحققت هذه المنجزات في وقت قياسي وكيف تبدلت أرقام المشاريع بشكل يثير دهشة متابعيها ، فما حُدد لإنجازه عشر سنوات اكتمل في خمس ، وما حسبناه ينتهي في عام فاجأنا باكتماله في شهور ، الأمر الذي يعيدنا لقراءة ثقافة التحدي التي رسخها ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان في نفوس السعوديين واتخذناها نحن – حبّا وقناعة – وقوداً بديلاً .
الخامس والعشرون من أبريل عام ألفين وستة عشر كان يوم التحدي – كما يحلو لي تسميته – يوم إطلاق رؤية 2030 والإعلان عن محاورها ومستهدفاتها ، يوم الوعد بتحول تاريخي ليس في أبناء الوطن فقط بل في خارطة المنطقة بأسرها .
أشعل ولي العهد في هذا التاريخ طموح وحماس كل سعودي ، ودعا الجميع كي يشمّروا عن سواعدهم ويشاركوا في رحلة التغيير وليكونوا أذرعاً قويةً في تحقيق أهداف رؤية 2030،
وقد استجاب الجميع – فعلاً لا قولاً – وقدموا على الأرض شواهد أدهشت العالم ، هزموا الجبال رغم قساوتها وجعلوا حجارة صخورها كقطع الصلصال يشكلونها كيفما شاءوا ويبنون مكانها مدناً عصريةً أدارت عيون العالم لجمالها وروعتها وتفرد بنيانها .
لوحة مشاريع الرؤية والتي كُتب عليه تاريخ 2030 تغيرت أرقامها بطموح الجيل صاحب الإرادة الفولاذية الذي راهن ولي العهد على قوته فربح الرهان .
لقد أجبر جيل الرؤية عقارب الساعة أن تتحرك وفقا لإرادتهم ، ليحققوا أمل ولي العهد فيهم ويقيموا أكبر المشروعات في كافة القطاعات في مواقيت ليست مواقيتها وأوانٍ ليس أوانها .
ثقافة التحدّى التي ملأت قلوب السعوديين – رجالاً ونساءً – جعلت من المستحيل ذكريات وجعلت الأحلام البعيدة حقائق مشهودةً وملموسةً أيضاً ، سخرت من لوحات المشاريع الخشبية القديمة واستبدلتها بلوحات عصريةٍ ذات تواريخ جديدة
جيل الرؤية لم ينتظر 2030كي يعلن عن نفسه ويحكي منجزاته بل ترك خلف كل مشروع قصة إرادة وتحد ومن قبل حكاية إيمان بالرؤية وصاحبها .
جيل الرؤية لم ينتظر 2030 بل استدعى إنجازاتها قبل الآوان ، وقّع توقيع الشرف على جدار القوة وقال لولي العهد كلمته : راهنت على أبناء الوطن فكانوا عند حسن الظن ، طالبتهم بالإنجاز فعجلوا به بدعمك وتوجيهك وقدموا للوطن هديةً قبل تاريخ الرؤية بسنوات… فعلا ثمار 2030 قبل أوانها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى