في قلب الساحة الفنية التي تتنافس فيها العديد من الأسماء، يظهر أحمد عبدالمجيد البيجاني الزهراني بثقة وهدوء، بعيداً عن أي مبالغات، يتميز بأنه شاعر ومنشد، حيث تشكلت ملامحه الفنية منذ بداياته وصقلتها مشاركاته المتعددة، ليصبح رمزاً للشيلة وحاملاً لروحها، وللعرضة وقارها، وللمفردة الشعبية أصالتها، وفي هذا الحوار، يشارك «البيجاني» تفاصيل عن بداياته وتأثره بالشعراء والمنشدين، بالإضافة إلى رؤيته النقدية لساحة العرضة والشيلات.
وشق «البيجاني» طريقه لسماء النجومية والثقافة برؤية شاعر ومنشد يعرف أن الاستعجال لا يصنع تاريخاً، فلم تمنعه الانتقادات من الاستمرار، ولم تغره موجة الشيلات عن احترام العرضة، فظل متوازناً في مشاركاته بين المجالين، واضحاً في كلماته، وصادقاً في مشاعره، ويؤمن بأن التنويع بين المجالات لا يفقد نجوميته وثقافته، وفي هذا الحوار، يتحدث «البيجاني» عن الشعر، والعرضة، وقصائد النبطي، والشيلات، والتحديات التي يواجهها، وعن جيل فارق ومستقبل يتشكل، واضعاً خبرته ورؤيته أمام القارئ بلا تكلف أو مجاملات…. فإلى نص الحوار:
1. حدثنا عن بداياتك كشاعر ومنشد؟
منذ الصغر كنت أردد الشعر كهواية، لكنها لم تكن بتلك الجدية، وكانت بدايتي الفعلية مع الشيلات عبر أوبريتات المدارس، وتعلمت كثيراً على يد الشاعر الدكتور رداد شبيـر الهذلي.
2. هل واجهت أي مضايقات قبل دخولك هذا المجال؟
نعم، واجهت إسقاطات أثرت في نفسي كثيراً، لكنها لم تمنعني من الاستمرار.
3. من هم أبرز الشعراء والمنشدين الذين تأثرت بهم؟
الشاعر عليوي القارزي، والمنشد ماهر الوزاب.
4. هل يستهويك فن الشيلات أكثر من العرضة الجنوبية؟
كلاهما فن يخدم المجتمع، ولكلٍ منهما وقته ومكانه.
5. لو قسمنا شعر العرضة لعدة أجيال، فما أبرزها برأيك؟
جيل الشاعرين محمد ابن مصلح ومحمد الغويد كان مرحلة فارقة.
6. هل ساهمت الشيلات في تراجع مستوى الحفلات؟
ليست الشيلات، بل سلوك المجتمع هو المؤثر.
7. هل تؤيد تحول الشعراء للشيلات بسبب نجاحها؟
لا مانع من التنويع، والقرار يعود إلى الشاعر نفسه.
8. ماذا تمثل لك شاعرية عليوي القارزي؟
تمثل لي اختلافاً فكرياً وشعرياً، وله مكانة خاصة لكونه جدي وقريباً مني.
9. إلى أي حد توظف المفردة الشعبية في قصائدك؟
أوظفها كثيراً، لأنها مفردات صحيحة وأصيلة ومذكورة في اللغة العربية.
10. كيف ترى اشتراط الشاعر وجود شاعر معه؟
أنا ضد هذه الفكرة، فالموهبة الحقيقية تنجح بذاتها.
11. ما رأيك في التدخلات التي تقطع سير المحاورة؟
تشبه إيقاظ النائم من سبات عميق.
12. هل تأثرت الحفلات بغياب بعض كبار الشعراء؟
نعم، فمنهم من رحل عن الدنيا، ومنهم من اعتزل الساحة.
13. كيف تقيم دعم عامة الجمهور لشاعريتك؟
الدعم مقبول، وما زلت في بداية الطريق.
14. ما الذي يجعل قصائد النبطي محترمة ومقبولة؟
أخذ الوقت الكافي، وانتقاء الفكرة والمفردة بعناية.
15. صف دعم قبيلتك في بدايات مسيرتك الشعرية؟
كان محفزاً، لكن مع تساؤل داخلهم: هل أستطيع الاستمرار أم لا.
16. لماذا لا تشارك في مجال القلطة وشعرائها؟
أتابع مجال القلطة كمستمع، ولا أستبعد المشاركة فيه مستقبلاً.
17. كيف تستعد ذهنياً قبل الشيلة أو الحفلات؟
كمن يعمر بيتاً، خطوة بخطوة.
18. من يستحق لقب شاعر زهران الأول برأيك؟
كل من يخدم قبيلته، ويمثلها خير تمثيل.
19. ما أكثر ما يجذبك في الجنوب كشاعر؟
كثرة الشعراء وصعوبة حصرهم، لما يحمله الجنوب من ثراء شعري لافت.
20. هل المبالغ العالية لحضور الشعراء مبررة؟
إذا لم يكن فيها انتقاص لحق الشاعر، فلا مانع.
21. كيف تقيم ثقافة ووعي شاعر العرضة؟
ثقافة عامة جميلة، وإلمام واسع بما يحيط به.
22. ما رأيك في المبالغة في احترام الشعراء؟
الاحترام مطلوب للجميع، دون مبالغة أو تكبر.
23. ما هو الأصعب في الشقر: البدع أم الرد؟
لا أرى صعوبة كبيرة في كليهما.
24. هل صحيح أن الشيلات تثير النعرات القبلية؟
قد يحدث، لكن الواجب الابتعاد عما يفرق الصف.
25. ما رأيك في سماسرة العرضة والشيلات وتأثيرهم؟
قد يخفون الجميل، ويظهرون القبيح، وينفرون المجتمع.
26. هل قصائد الشيلات يطغاها مشاعر المجاملات؟
نعم، كثيراً، خاصة عندما تهدف لإرضاء الآخرين أكثر من التعبير عن مشاعر صادقة.
27. ما تقييمك لدور وزارة الثقافة في دعم المنشدين؟
لا أجد إجابة كافية حالياً، وهناك حاجة إلى توسيع الدور لتشمل دعم جميع الأعمال الفنية.
28. لماذا لم يطلق على شاعريتك أي لقب في الساحة؟
كما ذكرت سابقاً، ما زلت في بداية المشوار.
29. ما نصيحتك للشعراء الجدد للتميز في مجال الشقر؟
القرب من الشعراء الكبار والاستفادة من خبراتهم.
30. لماذا أصبحت قصائد المدح أكثر من الوطنية؟
غالباً بسبب المال وسهولة الطلب مقارنة بالوطنية.
31. كيف ترى انتشار شعر العرضة اليوم ومستقبله؟
منتشر بفعل التواصل الاجتماعي، والمستقبل يتشكل تدريجياً.
32. هل تلقيت عروض قنوات بسبب تميزك بالشيلات؟
لا، حتى الآن لم تصلني عروض، رغم تميزي في هذا المجال.
33. هل تعمل على شيلات جديدة مستقبلاً؟
نعم، لأنني أبحث دائماً عن الجديد والتميز.
